سلسلة الفوائد اليومية:
169- أقسام الناس عند المصيبة
** قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه : (الشرح الممتع على زاد المستقنع), (ه/ 395):
** وليعلم أن الناس إزاء المصيبة على درجات:
** (الأولى): الشاكر.
** (الثانية): الراضي.
** (الثالثة): الصابر.
** (الرابعة): الجازع.
** أمَّا الجازع: فقد فعل محرماً، وتسخط من قضاء رب العالمين الذي بيده ملكوت السموات والأرض، له الملك يفعل ما يشاء.
** وأمّا الصابر: فقد قام بالواجب، والصابر: هو الذي يتحمل المصيبة، أي يرى أنها مرة وشاقة، وصعبة، ويكره وقوعها، ولكنه يتحمل، ويحبس نفسه عن الشيء المحرم، وهذا واجب.
** وأمّا الراضي: فهو الذي لا يهتم بهذه المصيبة، ويرى أنها من عند الله فيرضى رضاً تاماً، ولا يكون في قلبه تحسر، أو ندم عليها؛ لأنه رضي رضاً تاماً، وحاله أعلى من حال الصابر.
** ولهذا كان الرضا مستحباً، وليس بواجب.
** والشاكر: هو أن يشكر الله على هذه المصيبة.
** ولكن كيف يشكر الله على هذه المصيبة وهي مصيبة؟
** والجواب: من وجهين:
** (الوجه الأول): أن ينظر إلى من أصيب بما هو أعظم، فيشكر الله على أنه لم يصب مثله، وعلى هذا جاء الحديث: «لا تنظروا إلى من هو فوقكم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم».
** (الوجه الثاني): أن يعلم أنه يحصل له بهذه المصيبة تكفير السيئات، ورفعة الدرجات إذا صبر، فما في الآخرة خير مما في الدنيا، فيشكر الله، وأيضاً أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، فيرجو أن يكون بها صالحاً، فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة. اهـ
(فائدة):
** قال بعض السلف – وينسب إلى عمر بن الخطاب, رضي الله عنه-:
** ما أصابتني مصيبة إلا كان لله علي فيها أربع نعم:
** (الأولى): أنها لم تكن في ديني
** (الثانية): أنها لم تكن أكبر من ذلك
** (الثالثة): أن الله منحني الصبر عليها
** (الرابعة): أن الله يعطي عليها الثواب العظيم والأجر الكبير ثم تلا قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصابرين الذين إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وأولئك هُمُ المهتدون}
** قال الشاعر:
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي
لأَنّ مَآلي لَو جَزَعتُ إِلى الصَبرِ
وَلِلَّهِ في أَثناءِ كُلِّ مُلِمَّة
وَإِن آلَمَت لُطفٌ يَحُضُّ عَلى الشُكرِ
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الخميس 3 / 7 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============