binthabt.al3ilm.net
068 تعريف القراءات القرآنية, وذكر أنواعها وأحكامها (فوائد نحوية)
سلسة الفوائد النحوية: 068 تعريف القراءات القرآنية, وذكر أنواعها وأحكامها (**) وفي كتاب (درج الدرر في تفسير الآي والسور) ط الفكر (2/ 57), لأبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (المتوفى: 471هـ) (**) المطلب السادس: القراءات القرآنية. (**) (القراءات): جمع قراءة، وهي في اللغة مصدر سماعي لقرأ. وتدل في أصل معناها على الجمع والضم. (**) أما في الاصطلاح: فقد عرفه ابن الجزري بأنها: «علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوّا للناقلة». (**) والقراءات القرآنية هي جزء من الأحرف السبعة التي جاء بها الحديث الشريف عن النبي عليه السّلام: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف»، فالأحرف السبع هي أعمّ من القراءات، قال مكي بن طالب رحمه الله: «فإن سأل سائل فقال: هل القراءات السبعة التي يقرأ بها الناس اليوم، وتنسب إلى الأئمة، هي الأحرف السبعة التي أباح النبي صلّى الله عليه وسلّم القراءة بها. . . أو هي بعضها، أو هي واحدة منها؟ فالجواب أن هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف، مصحف عثمان، الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما خالف خطه. .». (**) والقراءات القرآنية على أنواع ستة هي: (**) النوع الأول: القراءات المتواترة: وهي التي نقلت جمعا عن جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه. (**) النوع الثاني: القراءات المشهورة: وهي ما صح سندها، ولم تبلغ درجة التواتر، ووافقت العربية والرسم العثماني، واشتهرت عند القرّاء، فلم يعدوها من الغلط، ولا من الشذوذ، ويقرأ به. (**) النوع الثالث: القراءات الآحاد: وهي ما صح سندها، وخالفت الرسم العثماني أو العربية، ولا يقرأ به. (**) النوع الرابع: القراءات الشاذة، وهي ما لم يصح سنده. (**) النوع الخامس: القراءات الموضوعة. (**) النوع السادس: المدرج: وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير. (**) وبناء على هذا التقسيم السداسي قسمت القراءة إلى قسمين: (**) الأول: القراءة المقبولة، وتشمل: المتواترة والمشهورة. (**) الثاني: القراءة غير المقبولة، وتشمل الأنواع الأخرى. (**) فحكم القسم الأول هو جواز القراءة بها، وتجزئ في الصلاة، أما القسم الثاني فلا يعدّ قرآنا، ولا تجوز القراءة بها في الصلاة ولا خارجها، لكن يحتج بها في اللغة والإعراب والتفسير. اهـ (**) (تنبيه): (**) لم يشترط بعضهم (التواتر) في القراءة الصحيحة التي يجب قبولها ويجوز القراءة بها, بل اكتفى بمجرد صحة الإسناد. (**) قال الإمام شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد ابن الجزري (المتوفى: 833هـ) في: (متن «طيبة النشر» في القراءات العشر), (ص: 32): 14- فَكُلُّ مَا وَافَقَ وَجْهَ نَحْوِ وَكَانَ ِللرَّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِي 15- وَصَحَّ إسْناداً هُوَ الْقُرآنُ فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَرْكَانُ 16- وَحَيثُماَ يَخْتَلُّ رُكْنٌ أَثْبِتِ شُذُوذَهُ لَوْ أنَّهُ فِي السَّبعَةِ (**) وقال في كتابه (النشر في القراءات العشر) (1/ 9): (**) كُلُّ قِرَاءَةٍ وَافَقَتِ الْعَرَبِيَّةَ وَلَوْ بِوَجْهٍ، وَوَافَقَتْ أَحَدَ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ وَلَوِ احْتِمَالًا وَصَحَّ سَنَدُهَا، فَهِيَ الْقِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي لَا يَجُوزُ رَدُّهَا وَلَا يَحِلُّ إِنْكَارُهَا، بَلْ هِيَ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ وَوَجَبَ عَلَى النَّاسِ قَبُولُهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ عَنِ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ، أَمْ عَنِ الْعَشْرَةِ، أَمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمَقْبُولِينَ، (**) وَمَتَى اخْتَلَّ رُكْنٌ مِنْ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الثَّلَاثَةِ أُطْلِقَ عَلَيْهَا ضَعِيفَةٌ أَوْ شَاذَّةٌ أَوْ بَاطِلَةٌ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَنِ السَّبْعَةِ أَمْ عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمْ، (**) هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَئِمَّةِ التَّحْقِيقِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، (**) صَرَّحَ بِذَلِكَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ، (**) وَنَصَّ عَلَيْهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، (**) وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ الْمَهْدَوِيُّ، (**) وَحَقَّقَهُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي شَامَةَ، (**) وَهُوَ مَذْهَبُ السَّلَفِ الَّذِي لَا يُعْرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ خِلَافُهُ. اهـ (**) من المراجع: النشر في القراءات العشر (2/ 196) لشمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى : 833 هـ) شرح طيبة النشر للنويري (1/ 3) لمحمد بن محمد بن محمد، أبو القاسم، محب الدين النُّوَيْري (المتوفى: 857هـ) الإتقان في علوم القرآن (1/ 258) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) مناهل العرفان في علوم القرآن (1/ 412) لمحمد عبد العظيم الزُّرْقاني (المتوفى: 1367هـ) مباحث في علوم القرآن لمناع القطان (ص: 171) لمناع بن خليل القطان (المتوفى: 1420هـ) القراءات وأثرها في علوم العربية (1/ 9) لمحمد محمد محمد سالم محيسن (المتوفى: 1422هـ) (**) الموسوعة القرآنية المتخصصة (1/ 306) لمجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين (**) والله الموفق. (**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي (**) الإثنين 19 / 6 / 1442 هـ. ** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط : https://binthabt.al3ilm.net/13422
مشرف تقني