سلسلة الفوائد اليومية:
232- تعريف الأمي, وسبب التسمية بذلك
(**) الْأُمِّيُّ: (كل من لا يكتب ولا يقرأ المكتوب).
(**) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ في الأميين رسولا منهم}
(**) والْأُمِّيُّونَ هُمُ الْعَرَبُ, كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}
(**) وفي الصحيحين عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا» يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلاَثِينَ.
(**) وَقَوْلُهُ: (أُمِّيَّةٌ), بِلَفْظِ النَّسَبِ إِلَى الْأُمِّ.
(**) قِيلَ: أَرَادَ (أُمَّةَ الْعَرَبِ)؛ لِأَنَّهَا لَا تَكْتُبُ على عادتهم كقولك: عامّي، لكونه على عادة العامّة.
(**) وقِيلَ: مَنْسُوبٌ إِلَى (الْأُمَّهَاتِ), أَيْ إِنَّهُمْ عَلَى أَصْلِ وِلَادَةِ أُمِّهِمْ لَمْ يَتَعَلَّمُوا الْكِتَابَةَ وَالْحِسَابَ فَهُمْ عَلَى جِبِلَّتِهِمِ الْأُولَى.
(**) وقِيلَ: مَنْسُوبٌ إِلَى (الْأُمِّ), لِأَنَّ الْمَرْأَةَ هَذِهِ صِفَتُهَا غَالِبًا, فإنَّ الْكِتَابَة كَانَت فِي الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ، فَنُسِبَ مَنْ لَا يَكْتُبُ وَلَا يَخُطُّ مِنَ الرِّجَالِ إِلَى أُمِّهِ فِي جَهْلِهِ بِالْكِتَابَةِ دُونَ أَبِيهِ.
(**) وَقِيلَ: مَنْسُوبُونَ إِلَى (أُمِّ الْقُرَى) وهي «مكة المكرمة» – زادها الله شرفا-, أي: إنا أمة مكية, لسكناهم فِيهَا.
(**) والأول أشهر.
(**) وَقَوْلُهُ: (لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسِبُ), تَفْسِيرٌ لِكَوْنِهِمْ كَذَلِكَ.
(**) وَلَا يَرِدُ عَلَى ما تقدم ذَكره -من أن العرب لم تكن تَكْتُبُ وَلَا تَحْسِبُ-: أَنَّهُ وجد فِيهِمْ مَنْ يَكْتُبُ وَيَحْسِبُ؛ لِأَنَّ الْكِتَابَةَ كَانَتْ فِيهِمْ قَلِيلَةً نَادِرَةً, والنَادِرُ لا حكم له.
(**) فائدتان:
(**) الأولى: قد كَانَت الْعَرَب تسمي من علم الْكِتَابَة والسباحة وَالرَّمْي والشعر الْكَامِل. اهـ بتصرف من تفسير السمعاني [5/ 430]
(**) الثانية: قيل: إن الكتابة بدأت بالطائف, أخذوها من أهل الحيرة, وهم من أهل الأنبار. اهـ بتصرف من تفسير الألوسي (14/ 288)
(**) من المراجع:
(**) كتاب (تفسير الطبري) (2/ 154)
(**) وكتاب (شرح النووي على مسلم) (7/ 192)
(**) وكتاب (فتح الباري) لابن حجر (4/ 127)
(**) وكتاب (تحفة الأحوذي), للمباركفورى (8/ 212)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 25 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============