سلسلة الفوائد اليومية:
230- المذاكرة مع المتخصص في فنه ساعة خير من قراءة الكتاب عدة مرات
(**) احرص –أخي الكريم: طالب العلم-, على الاستفادة من كل متخصص في فنه؛ فإن مجالسة أهل التخصص ومذاكرتهم تختصر لك الوقت, وتوقفك على أهم المسائل, وتعرفك بالصحيح من الضعيف.
() قال النووي في شرحه على مسلم (1/ 47):
() ( … ويُذَاكِرُ بمحفوظاته مِنْ ذلك منْ يشتغل بهذا الفنّ، سواءٌ كان مِثْلَه في المرتبة أو فوقَه أو تحتَه؛ فإنَّ بالمذاكرة يثبتُ المحفوظ ويتحرَّرُ ويتأكدُ ويتقرَّرُ ويزدادُ بحسب كثرة المذاكرة،
() ومذاكرةُ حاذِقٍ في الفن ساعةً أنفعُ من المطالعة والحفظ ساعاتٍ بل أيامًا.
() ولْيَكُنْ في مُذاكراتِه متحرِّيًا الإِنصافَ، قاصدًا الاستفادةَ أو الإفادةَ، غيرَ مُتَرَفِّعٍ على صاحبه بقَلْبه ولا بكلامه، ولا بغير ذلك من حالهِ، مُخَاطِبًا له بالعبارةِ الجميلةِ اللّينةِ،
(**) فبهذا ينموَ عِلْمُه، وتَزْكُو محفوظاتُه، والله أعلم) اهـ
() وفي كتاب (معرفة علوم الحديث) للحاكم (ص: 59)
() في أثناء كلامه عن شروط الحكم على الحديث بالصحّة قال:
(**) (… إِنَّ الصَّحِيحَ لَا يُعْرَفُ بِرِوَايَتِهِ فَقَطْ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ بِالْفَهْمِ وَالْحِفْظِ وَكَثْرَةِ السَّمَاعِ، وَلَيْسَ لِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْعِلْمِ عَوْنٌ أَكْثَرَ مِنْ مُذَاكَرَةِ أَهْلِ الْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ لِيَظْهَرَ مَا يَخْفَى مِنْ عِلَّةِ الْحَدِيثِ. اهـ المراد
() وفي كتاب (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع), للخطيب البغدادي (2/ 273)
() (الْمُذَاكَرَةُ مَعَ الْأَقْرَانِ وَالْأَتْرَابِ)
(**) قَالَ مُسْلِمٌ الْبَطِينُ: «رَأَيْتُ أَبَا يَحْيَى الْأَعْرَجَ وَكَانَ عَالِمًا بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ اجْتَمَعَ هُوَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَتَذَاكَرَا حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ»
(**) قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ: ” الْتَقَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ فَتَذَاكَرَا الْحَدِيثَ فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِلْآخَرِ: يَرْحَمُكُ اللَّهُ فَرُبَّ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي كَانَ قَدْ مَاتَ ”
(**) قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يُعَاتِبُ أَصْحَابَ الْأَوْزَاعِيِّ فَقَالَ: «مَالَكُمْ لَا تَجْتَمِعُونَ مَالَكُمْ لَا تَتَذَاكَرُونَ؟»
(**) قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: «ذَاكِرْ بِعِلْمِكَ تَذْكُرُ مَا عِنْدَكَ وَتَسْتَفِدْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ»
(**) قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: ” سِتَّةٌ كَادَتْ تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ عِنْدَ الْمُذَاكَرَةِ: يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَوَكِيعٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو دَاوُدَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ عَلِيٌّ: مِنْ شِدَّةِ شَهْوَتِهِمْ لَهُ ”
(**) قَالَ عَلِيٌّ: «تَذَاكَرَ وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لَيْلَةً فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ فَلَمْ يَزَالَا حَتَّى أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ أَذَانَ الصُّبْحِ». اهـ
() وفي كتاب (فتح المغيث بشرح ألفية الحديث), (3/ 316) لشمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (المتوفى: 902هـ)
() ( … وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: مَنْ أَكْثَرَ مُذَاكَرَةَ الْعُلَمَاءِ لَمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ، وَاسْتَفَادَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.
………..
() وَقِيلَ أَيْضًا: حِفْظُ سَطْرَيْنِ خَيْرٌ مِنْ كِتَابَةِ وِقْرَيْنِ، وَخَيْرٌ مِنْهُمَا مُذَاكَرَةُ اثْنَيْنِ.
() وَلِبَعْضِهِمْ:
مَنْ حَازَ الْعِلْمَ وَذَاكَرَهُ
صَلَحَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتُهْ
فَأَدِمْ لِلْعِلْمِ مُذَاكَرَةً
فَحَيَاةُ الْعِلْمِ مُذَاكَرَتُهْ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الخميس 22 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============