سلسلة الفوائد اليومية:
227- ذكر بعض أسماء مكة, وسبب تسميتها
(*) اعلم أن (مكة), هي الاسم المشهور لتلك البقعة المباركة.
() قَالَ تَعَالَى: {ببطن مكة}( سورة الفتح: الآية 24).
() سميت بذلك؛ لأنها قليلة الماء تقول العرب: (مَكَّ الفصيل ضرع أمه, وأمكه) إذا امتص ما فيه من اللبن.
(**) وقيل: لأنها تمك الذنوب أي تمحوها وتزيلها, وقيل: غير ذلك.
(*) ومنها: (بكة), قَالَ تَعَالَى: {للذي ببكة} (سورة آل عمران: الآية 96)
() سميت بذلك؛ لازدحام الناس بها.
() وأصل”البكّ”: الزحم، يقال: منه:”بكّ فلانٌ فلانًا” إذا زحمه
وصدمه -“فهو يَبُكه بَكًّا، وهم يتباكُّون فيه”، يعني به: يتزاحمون
ويتصادمون فيه.
() فكأن”بَكَّة””فَعْلة” من”بَكَّ فلان فلانًا” زحمه، سُميت البقعة بفعل المزدحمين بها.
() وقيل: غير ذلك.
(*) ومنها: (البلد), قَالَ تَعَالَى: {لا أقسم بهذا البلد}(سورة البلد: الآية 1)
(**) قال المفسرون: أراد مكة، والبلد في اللغة: صدر القرى.
(*) ومنها: (القرية), قَالَ تَعَالَى: {ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة} (سورة النحل: الآية 113)،
() المراد بها مكة؛ فإنها كانت ذات أمن يأمن أهلها أن يغار عليهم،
() وكانوا أهل طمأنينة لا يحتاجون إلى الانتقال عنها لخوف أو ضيق،
(**) والقرية: اسم لما يجمع جماعة كثيرة من الناس، من قولهم: قريت الماء في الحوض، إذا جمعته فيه.
(*) ومنها: (أم القرى), قَالَ تَعَالَى: {لتنذر أم القرى ومن حولها} (سورة الأنعام: الآية 92) يعني مكة.
(**) سميت بذلك؛ لأنها قبلة يؤمها جميع الناس، وقيل: لأنها أعظم القرى شأنًا، وقيل: غير ذلك.
(*) ومنها: (البلد الأمين), قَالَ تَعَالَى: {وهذا البلد الأمين} (سورة التين: الآية 3)
(**) سمي بذلك؛ لأنه كَانَ آمِنًا قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُغَارُ عَلَى أَهْلِهَا كَمَا كَانَتِ الْعَرَبُ يُغِيرُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ.
(*) ومنها: (البلدة), قَالَ تَعَالَى: {إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الَّذِي حَرَّمَهَا} (سورة النمل: الآية 93)
(*) ومنها: (مَعاد), قَالَ تَعَالَى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} (القصص: الآية 85) قال ابن عباس: إلى مكة.
() قال ابن كثير في (تفسير سورة آل عمران: الآية 90), (2/ 67):
() وَقَدْ ذَكَرُوا لِمَكَّةَ أَسْمَاءً كَثِيرَةً:
(**) مَكَّةَ، وَبَكَّةَ، وَالْبَيْتَ الْعَتِيقَ، وَالْبَيْتَ الْحَرَامَ، وَالْبَلَدَ الْأَمِينَ،
وَالْمَأْمُونَ، وَأُمَّ رُحْمٍ، وَأُمَّ الْقُرَى، وَصَلَاحَ، وَالْعَرْشَ عَلَى وَزْنِ بَدْرٍ،
وَالْقَادِسَ لِأَنَّهَا تُطَهِّرُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَالْمُقَدَّسَةَ، وَالنَّاسَّةَ بِالنُّونِ، وَبِالْبَاءِ
أَيْضًا وَالْحَاطِمَةَ، وَالنَّسَّاسَةَ، وَالرَّأْسَ، وكوثاء والبلدة، والبنية، والكعبة.
انتهى.
(**) وفي كتاب (النجم الوهاج في شرح المنهاج), (3/ 465) لأبي البقاء الشافعي كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّمِيري (المتوفى: 808هـ):
() قال المصنف: ولا نعلم بلدًا أكثر أسماء من مكة والمدينة؛ لكونهما أفضل الأرض، وذلك لكثرة الصفات المقتضية للتسمية، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى،
() ولهذا كثرت أسماء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى قيل: إن لله تعالى ألف اسم، ولرسوله صلى الله عليه وسلم كذلك. اهـ
قال أبو عبدالله الجعدي – وفقه الله – :
قوله: (… حتى قيل: إن لله تعالى ألف اسم…الخ).
هذا القول ليس بصحيح، وقد أحسن المؤلف إذ أورده بصيغة التمريض إشارة إلى ضعفه.
قال ابن القيم في كتابه (زاد المعاد)، 1/86):
وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان:
أحدهما: خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل، كمحمد، وأحمد، والعاقب، والحاشر، والمقفي، ونبي الملحمة.
والثاني: ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ولكن له منه كماله، فهو مختص بكماله دون أصله، كرسول الله، ونبيه، وعبده، والشاهد، والمبشر، والنذير، ونبي الرحمة، ونبي التوبة.
وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين، كالصادق، والمصدوق، والرءوف الرحيم، إلى أمثال ذلك.
وفي هذا قال من قال من الناس: إن لله ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، قاله أبو الخطاب بن دحية، ومقصوده الأوصاف. انتهى
() من المراجع:
() كتاب (تفسير الطبري), 6/ 23)
() وكتاب (تفسير القرطبي), (4/ 138)
() وكتاب (إعراب القرآن وبيانه), للدرويش (1/ 565)
(**) وكتاب (مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح) (9/ 459)
لأبي الحسن عبيد الله بن محمد عبد السلام بن خان محمد بن أمان الله بن حسام الدين الرحماني المباركفوري (المتوفى: 1414هـ)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 12 / 6 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============