سلسلة الفوائد اليومية:
222- تعريف الزهد, وذكر أقسامه, وأفضله, وأصعبه, والفرق بينه وبين الورع
(**) قال شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه اللَّهُ تعالى-: (الزُّهْدُ) تَرْكُ مَا لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ.
(**) قال ابن القيم في كتابه (الفوائد), (118):
(**) فصل: الزهد أقسام:
(**) زهد في الحرام وهو فرض عين.
(**) وزهد في الشبهات, وهو بحسب مراتب الشبهة, فان قويت التحقت بالواجب, وان ضعفت كان مستحبا.
(**) وزهد فى الفضول.
(**) وزهد فيما لا يعنى من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره
(**) وزهد فى الناس.
(**) وزهد فى النفس بحيث تهون عليه نفسه فى الله.
(**) وزهد جامع لذلك كله, وهو الزهد فيما سوى الله, وفى كل ما شغلك عنه.
(**) وافضل الزهد إخفاء الزهد.
(**) وأصعبه الزهد فى الحظوظ.
(**) والفرق بينه وبين الورع: أن الزهد ترك مالا ينفع فى الآخرة.
(**) والورع: ترك ما يخشى ضررة في الآخرة.
والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع. اهـ
(**) وقال ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين), (2/ 12):
(**) وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ مِنَ الْكَلَامِ فِي الزُّهْدِ, وَكَلٌّ أَشَارَ إِلَى ذَوْقِهِ, وَنَطَقَ عَنْ حَالِهِ وَشَاهِدِهِ؛ فَإِنَّ غَالِبَ عِبَارَاتِ الْقَوْمِ عَنْ أَذْوَاقِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ.
(**) وَالْكَلَامُ بِلِسَانِ الْعِلْمِ أَوْسَعُ مِنَ الْكَلَامِ بِلِسَانِ الذَّوْقِ، وَأَقْرَبُ إِلَى الْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ.
(**) وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ – قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ – يَقُولُ: الزُّهْدُ تَرْكُ مَا لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ. وَالْوَرَعُ تَرْكَ مَا تَخَافُ ضَرَرُهُ فِي الْآخِرَةِ.
(**) وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ مِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِي الزُّهْدِ وَالْوَرَعِ وَأَجْمَعِهَا. اهـ
…………………………….
(**) وَالَّذِي أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْعَارِفُونَ أَنَّ الزُّهْدَ سَفَرُ الْقَلْبِ مِنْ وَطَنِ الدُّنْيَا، وَأَخْذُهُ فِي مَنَازِلِ الْآخِرَةِ.
(**) وَعَلَى هَذَا صَنَّفَ الْمُتَقَدِّمُونَ كُتُبَ الزُّهْدِ. كَالزُّهْدِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَلِلْإِمَامِ أَحْمَدَ، وَلِوَكِيعٍ، وَلِهَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ، وَلِغَيْرِهِمْ.
(**) وَمُتَعَلِّقُهُ سِتَّةُ أَشْيَاءَ. لَا يَسْتَحِقُّ الْعَبْدُ اسْمَ الزُّهْدِ حَتَّى يَزْهَدَ فِيهَا.
وَهِيَ: الْمَالُ، وَالصُّوَرُ، وَالرِّيَاسَةُ، وَالنَّاسُ، وَالنَّفْسُ، وَكُلُّ مَا دُونُ اللَّهِ.
(**) وَلَيْسَ الْمُرَادُ رَفْضَهَا مِنَ الْمُلْكِ.
(**) فَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ وَدَاوُدُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مِنْ أَزْهَدِ أَهْلِ زَمَانِهِمَا. وَلَهُمَا مِنَ الْمَالِ وَالْمُلْكِ وَالنِّسَاءِ مَا لَهُمَا.
(**) وَكَانَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَزْهَدِ الْبَشَرِ عَلَى
الْإِطْلَاقِ. وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
(**) وَكَانَ عَلِيُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرُ وَعُثْمَانُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ – مِنَ الزُّهَّادِ. مَعَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ.
(**) وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الزُّهَّادِ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَكْثَرِ الْأُمَّةِ مَحَبَّةً لِلنِّسَاءِ وَنِكَاحًا لَهُنَّ، وَأَغْنَاهُمْ.
(**) وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ مِنَ الْأَئِمَّةِ الزُّهَّادِ، مَعَ مَالٍ كَثِيرٍ.
(**) وَكَذَلِكَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الزُّهَّادِ. وَكَانَ لَهُ رَأْسُ مَالٍ يَقُولُ: لَوْلَا هُوَ لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلَاءِ. الخ. اهـ
(**) وقال الشيخ ابن عثيمين في كتابه: (شرح رياض الصالحين),
(3/ 485)
(**) الورع والزهد يشتبه معناهما عند بعض الناس،
(**) لكن الفرق بينهما كما قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح: الورع ترك ما يضرُّ في الآخرة، والزهد ترك ما لا ينفع،
(**) فمقام الزهد أعلى من مقام الورع؛ لأن الورع أن يترك الإنسان ما يضره، والزهد أن يترك ما لا ينفع؛
(**) لأن الأشياء ثلاثة أقسام: ضار، ونافع، وما ليس بضار ولا نافع
(**) يعني منها ضار، ومنها نافع، بضار ولا نافع.
(**) فالزاهد يترك شيئين من هذا؛ يترك الضار، ويترك ما ليس بنافع ولا ضار، ويفعل ما هو نافع.
(**) والورعُ يترك شيئاً واحداً منها وهو ما كان ضاراً، ويفعل النافع، ويفعل الشيء الذي ليس فيه نفع ولا ضرر.
(**) وبهذا صارت منزلة الزاهد أرفع من منزلة الورع،
(**) وربما يطلق أحدهما على الآخر؛
(**) فالورعَ ترك ما يضر، ومن ذلك ترك الأشياء المشتبهة؛ المشتبهة في حكمها، والمشتبهة في حقيقتها،
(**) فالأول: اشتباه في الحكم. والثاني: اشتباه في الحال،
(**) فالإنسان الورع هو الذي إذا اشتبه الأمر عليه تركه إن كان
اشتباهاً في تحريمه،
(**) وفعله إن كان اشتباهاً في وجوبه لئلا يأثم بالترك. اهـ
() من المراجع:
() كتاب (الزهد والورع والعبادة), لشَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه اللَّهُ-(ص: 50)
() وكتاب (مجموع الفتاوى), (10/ 615)
() وكتاب (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين), لابن القيم
ص: 264)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأربعاء 22 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============