سلسة الفوائد النحوية:
58- تعريف التوابع, وكيفية ترتيبها عند اجتماعها
(**) التوابع: جمع تابع, والتابع هو: (المشارك لما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد غير خبر).
(**) والمراد بقولهم: (الحاصل) التركيب الموجود الذي بأيدينا.
(**) والمراد بقولهم: (المتجدد) تركيب آخر.
(**) فقولهم: (المشارك لما قبله في إعرابه) يشمل التوابع كلها, وخبر المبتدأ نحو: (زيدٌ قائمٌ), وحال المنصوب نحو: (رأيت زيدا ضاحكا), والمفعول الثاني نحو: (أعطيت زيدا درهما).
(**) وقولهم: (الحاصل والمتجدد), خرج به: خبر المبتدأ، وحال المنصوب، والمفعول الثاني؛ فإنها لا تشارك ما قبلها في إعرابه المتجدد.
(**) فإن المبتدأ إذا تغير إعرابه بسبب دخول (كان وإن) أو إحدى أخواتهما عليه، لم يتغير الخبر بنفس تغيره، كقولك: (كان زيدٌ قائما), و (إن زيدا قائمٌ)
(**) والحال المنصوب إذا تغير إعراب صاحبه بسبب دخول العوامل عليه لم يتغير بنفس تغيره، كقولك: (جاء زيدٌ ضاحكا), و(مررت بزيد ضاحكا)
(**) والمفعول الثاني إذا تغير إعراب المفعول الأول، بأن صار نائب فاعل؛ للفعل المغير الصيغة، لم يتغير المفعول الثاني بنفس تغيره، كقولك: (أعطي محمدٌ درهما)
(**) بخلاف التابع فإنه يشارك ما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد نحو: (جاء زيدٌ الكريم, ورأيت زيدا الكريم, مررت بزيد الكريم)
(**) وقولهم: (غير خبر) خرج به الخبر الثاني “حامضٌ” من قولك: “الرمان حلوٌ حامضٌ”؛ فإنه يشارك ما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدِّد بالنسخ وليس تابعاً. كقولك: (كان الرمان حلوا حامضا), و (إن الرمان حلوٌ حامضٌ)
() تنبيه:
() قال العلامة الصبان في حاشيته على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (3/ 83) بعد أن ذكر نحوا مما تقدم:
(**) (… ومقتضاه أن (حامضٌ) خبر بعد خبر, وهو الموافق لما سبق أن نحو: (الرمان حلوٌ حامضٌ) مما تعدد فيه الخبر لفظًا, ولا ينافيه قول بعضهم: أنه جزء خبر؛ لأنه ناظر إلى المعنى. اهـ
(**) وأصول التوابع أربعة، وهي: (النعت، والعطف والتوكيد، والبدل)
(**) إلا أنها باعتبار انقسام العطف إلى (بيان ونسق)، تصير خمسة,
(**) وباعتبار انقسام التوكيد إلى (لفظي ومعنوي)، تصير ستة.
(**) وفي (شرح التصريح على التوضيح), للأزهري(2/ 107)
(**) الأشياء التي تتبع ما قبلها في الإعراب” لفظًا أو تقديرًا أو محلا”
خمسة: (النعت, والتوكيد, وعطف البيان, والنسق, والبدل).
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
(**) ودليل الحصر في الخمسة:
(**) أن التابع, إما أن يتبع بواسطة حرف أو لا، الأول عطف النسق،
(**) والثاني إما أن يكون على نية تكرار العامل أو لا, الأول البدل,
(**) والثاني: إما أن يكون بألفاظ مخصوصة أو لا، الأول التوكيد،
(**) والثاني إما أن يكون بالمشتق أول لا، الأول النعت، والثاني عطف البيان. اهـ
(**) وحكم التابع: أنه يتبع ما قبله في إعرابه؛ فلا يخالف متبوعه في الإعراب ولا يتقدم عليه.
(**) وإذا اجْتَمَعَتِ هذه التَّوابعُ قُدِّم منها النَّعتُ، ثم البَيَان، ثم التَّوكيد، ثم البَدَل، ثم النَّسقَ نحو “جَاءَ الرجُلُ العالمُ محمَّدٌ نَفْسُه أخوكَ وإبراهيمُ”.
(**) وفي (حاشية الخضري على ابن عقيل), (2/ 131):
(**) وإذا اجتمعت التوابع فأعمل بترتيب قوله:
قدِّم النَعتَ فالبيانَ فأكِّدْ
ثمَّ أبْدلْ واختمْ بعطفِ الحُروفِ.
انتهي
(**) ونظمها آخر فقال:
نعتُ البيان مؤكدٌ بدلٌ نسق
هذا هو الترتيبُ في القول الأحق
(**) من المرجع:
() شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك (ص: 350)
() لبدر الدين محمد ابن الإمام جمال الدين محمد بن مالك (ت: 686 هـ)
() توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (2/ 945)
() لأبي محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ)
() شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (3/ 190)
() لابن عقيل ، عبد الله بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري
(ت: 769هـ)
() شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (2/ 315)
() لعلي بن محمد بن عيسى، أبو الحسن، نور الدين الأُشْمُوني الشافعي (ت: 900هـ)
(**) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك (3/ 83)
(*) لأبي العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي (ت: 1206هـ)
() حاشية الخضري على ابن عقيل (2/ 131- 132)
() لمحمد بن مصطفى الخضري الشافعي (ت: 1287 هـ )
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الإثنين 13 / 5 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :