binthabt.al3ilm.net
045 هل يصح إنشاد الشعر في المساجد، وهل تكتب البسملة في بدايته (فوائد نحوية)
سلسة الفوائد النحوية: 45- هل يصح إنشاد الشعر في المساجد، وهل تكتب البسملة في بدايته (**) الشعر – كالنثر - حسنه حسن وقبيحة قبيح، فلا يمنع مطلقا. (**) وإنما يمنع ويحرم إذا اشتمل على محرم: كالكذب، والزور، والبهتان، والفسق، والمجون، والكفر، والإلحاد، والإشادة بالباطل وأهله. (**) فإن خلا من محرم جاز إنشاده في المساجد وغيرها، وكتابة البسملة في أوله. (**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه، مَرَّ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَحَظَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَجِبْ عَنِّي، اللهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ»؟ قَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ. متفق عليه (**) شرح النووي على مسلم (16/ 45) (**) قَوْلُهُ: (إِنَّ حَسَّانَ أَنْشَدَ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ بِإِذْنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (**) فِيهِ جَوَازُ إِنْشَادِ الشِّعْرِ فِي الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ مُبَاحًا، (**) وَاسْتِحْبَابُهُ إِذَا كَانَ في ممادح الإسلام وأهله، أوفي هِجَاءِ الْكُفَّارِ، وَالتَّحْرِيضِ عَلَى قِتَالِهِمْ أَوْ تَحْقِيرِهِمْ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. (**) وَهَكَذَا كَانَ شِعْرُ حَسَّانَ، (**) وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ الدُّعَاءِ لِمَنْ قَالَ شِعْرًا مِنْ هَذَا النَّوْعِ، (**) وَفِيهِ جَوَازُ الِانْتِصَارِ مِنَ الْكُفَّارِ، وَيَجُوزُ أَيْضًا مِنْ غَيْرِهِمْ بِشَرْطِهِ. (**) وَرُوحُ الْقُدُسِ: جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ (**) وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَرْجِ إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا الشَّيْطَانَ، أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ؛ لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» مسلم (**) وفي (شرح النووي على مسلم)، (15/ 14): (**) (... وَاسْتَدَلَّ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى كَرَاهَةِ الشِّعْرِ مُطْلَقًا قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، وَإِنْ كَانَ لَا فُحْشَ فِيهِ، وَتَعَلَّقَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خُذُوا الشَّيْطَانَ)، (**) وَقَالَ الْعُلَمَاءُ كَافَّةً: هُوَ مُبَاحٌ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ فُحْشٌ وَنَحْوُهُ. (**) قَالُوا: وَهُوَ كَلَامٌ، حَسَنُهُ حَسَنٌ وَقَبِيحُهُ قَبِيحٌ. (**) وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فَقَدْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشِّعْرَ، وَاسْتَنْشَدَهُ وَأَمَرَ بِهِ حَسَّانَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، (**) وَأَنْشَدَهُ أَصْحَابُهُ بِحَضْرَتِهِ فِي الْأَسْفَارِ وَغَيْرِهَا (**) وَأَنْشَدَهُ الْخُلَفَاءُ وَأَئِمَّةُ الصَّحَابَةِ وَفُضَلَاءُ السَّلَفِ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى إِطْلَاقِهِ، وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا الْمَذْمُومَ مِنْهُ وَهُوَ الْفُحْشُ وَنَحْوُهُ. (**) وَأَمَّا تَسْمِيَةُ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي سَمِعَهُ يَنْشُدُ: (شَيْطَانًا) فَلَعَلَّهُ كَانَ كَافِرًا أَوْ كَانَ الشِّعْرُ هُوَ الْغَالِبُ عليه أَوْ كَانَ شِعْرُهُ هَذَا مِنَ الْمَذْمُومِ. (**) وَبِالْجُمْلَةِ فَتَسْمِيَتُهُ: (شَيْطَانًا) إِنَّمَا هُوَ فِي قَضِيَّةِ عَيْنٍ تَتَطَرَّقُ إِلَيْهَا الِاحْتِمَالَاتُ الْمَذْكُورَةُ وَغَيْرُهَا وَلَا عُمُومَ لَهَا فَلَا يُحْتَجُّ بِهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ (**) قال الحافظ ابن حجر في كتابه:(فتح الباري)، (1/ 9): (**) وَقَدِ اسْتَقَرَّ عَمَلُ الْأَئِمَّةِ الْمُصَنِّفِينَ عَلَى افْتِتَاحِ كُتُبِ الْعِلْمِ بِالْبَسْمَلَةِ، وَكَذَا مُعْظَمُ كُتُبِ الرَّسَائِلِ. (**) وَاخْتَلَفَ الْقُدَمَاءُ فِيمَا إِذَا كَانَ الْكِتَابُ كُلُّهُ شِعْرًا. (**) فَجَاءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ مَنْعُ ذَلِكَ. (**) وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَضَتِ السُّنَّةُ أَنْ لَا يُكْتَبَ فِي الشِّعْرِ:(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). (**) وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ جَوَازُ ذَلِكَ، وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجُمْهُورُ، وَقَالَ الْخَطِيبُ هُوَ الْمُخْتَارُ. اهـ (**) والله الموفق. (**) كتبها: أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي (**) الخميس 18 / 4 / 1442 هـ. ** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط : https://binthabt.al3ilm.net/13436
مشرف تقني