سلسة الفوائد النحوية:
41- ذكر الشعر حسنه وقبيحه, وأنواع الشعراء
(**) الشعر كلام موزون مقفى, وهو كغيره من منثور الكلام حسنه
حسن, وقبيحه قبيح.
(**) قال تعالى:{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ
يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ
مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}
(**) وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً» رواه البخاري
(**) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا» [رواه أبو داود وغيره, وصححه الألباني]
(**) وفي كتاب: (فيض القدير), (2/ 524):
2457 – (إن من البيان سحرا) أي إن بعض البيان سحرا؛ لأن صاحبه يوضح المشكل ويكشف بحسن بيانه عن حقيقته فيستميل القلوب كما يستمال بالسحر.
(**) فلما كان في البيان من صنوف التركيب وغرائب التأليف ما يجذب السامع إلى حد يكاد يشغله عن غيره شبه بالسحر الحقيقي.
(**) قال صعصعة: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الرجل يكون عليه الحق وهو ألحن بحجته من صاحبه, فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق.
(**) (وإن من الشعر حكما) جمع حكمة أي قولا صادقا مطابقا للحق موافقا للواقع وذلك ما كان منه من قبيل المواعظ وذم الدنيا والتحذير من غرورها ونحو ذلك.
(**) فبين المصطفى صلى الله عليه وسلم أن جنس البيان وإن كان محمودا ففيه ما يذم للمعنى السابق,
() وجنس الشعر وإن كان مذموما ففيه ما يحمد لاشتماله على الحكمة,
() وعبر بـ(من) إشارة إلى أن بعضه ليس كذلك.
(**) وفيه رد على من كره مطلق الشعر.
(**) وأصل الحكمة: المنع, وبها سمي اللجام؛ لأنه يمنع الدابة. اهـ
() من كتاب (في تاريخ الأدب الجاهلي), (ص: 287), لعلي الجندي:
() ( . . . فطريق الشعر طويل وشاق يحتاج إلى موهبة وكفاءات ومؤهلات، والشعراء يختلفون في الجودة والمكانة،
(**) وبعضهم يجعل الشعراء أربعة أنواع:
1- شاعر خنذيذ, وهو الذي يجمع إلى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره.
2- شاعر مفلق, وهو الذي لا رواية له، لكنه مجيد.
3- شاعر فقط, وهو فوق الرديء بدرجة.
4- شعرور, وهو لا شيء.
(**) ومن أطراف ما قيل في ذلك شعرًا:
الشعراء فاعلمنّ أربعَهْ
فَشَاعِرٌ يجري ولاَ يُجْرَى مَعَهْ
وشاعرٌ يخوض وسطَ المعمعَهْ
وشاعرٌ لا تشتهي أن تَسْمَعَهْ
وشاعر لا تستحي أن تَصْفَعَهْ. اهـ
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 13 / 4 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :