binthabt.al3ilm.net
037 توافق اللغات على بعض الكلمات, وليس في القرآن شيءٌ بغير لغةِ العرب (فوائد نحوية)
سلسة الفوائد النحوية: 37- توافق اللغات على بعض الكلمات, وليس في القرآن شيءٌ بغير لغةِ العرب (**) قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) (1/ 209): (**) النوع الثامن عشر: (معرفة توافق اللغات) (**) قال الجمهور: ليس في كتاب اللَّه - سبحانه - شيءٌ بغير لغةِ العرب لقوله تعالى: {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبيّاً},وقوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبيٍّ مُبين}. (**) وادَّعى ناسٌ أن في القرآن ما ليس بلغةِ العرب حتى ذكروا لغةَ الروم, والقِبط, والنَّبط. (**) قال أبو عبيدة: ومَن زعم ذلك فقد أكْبَرَ القول. (**) قال: وقد يُوافق اللفظُ اللفظَ, ويقاربه ومعناهما واحدٌ وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها. (**) قال: فمن ذلك (الإسْتَبْرَق), وهو الغليظُ من الدِّيباج, وهو استبره, بالفارسية أو غيرها. (**) قال: وأهلُ مكة يسمُّون المِسْح الذي يَجعَل فيه أصحاب الطعام البر (البِلاَس) وهو بالفارسية (بلاس) فأمالوها وأعربوها, فقاربت الفارسيةَ العربية في اللفْظ. (**) ثم ذكر أبو عبيدة (البالِغاء) وهي: الأكارع. (**) وذكر (القَمَنْجَر) الذي يُصلح القسي. (**) وذكر (الدَّسْت, والدَّشْت, والخِيم, والسَّخت). (**) ثم قال: وذلك كلُّه من لغات العرب, وإن وافَقه في لفظه ومعناه شيء من غير لغاتهم. (**) قال ابن فارس في فقه اللغة: وهذا كما قاله أبو عبيدة. (**) وقال الإمام فخر الدين الرازي وأتباعه: ما وقع في القرآن من نحو: (المشكاة, والقسطاس, والإستبرق, والسجيل), (**) ولا نُسَلِّم أنها غيرُ عربية, بل غايتُه أن وَضْع العرب فيها وافق لغة أخرى كالصابون والتنور فإن اللغات فيها متفقة. (**) قلت: والفرق بين هذا النوع وبين المعَرَّب أن المعرَّب له اسم في لغة العرب غير اللفظ الأعجمي الذي استعملوه بخلاف هذا. (**) وفي الصحاح: (الدشت): الصحراء, (**) قال الشاعر: // من الرجز // (سُودِ نِعَاجٍ كَنِعَاجِ الدَّشْتِ) (**) وهو فارسيٌ أو اتفاقٌ وقعَ بين اللغتين. (**) وقال ابنُ جني في الخصائص يقال: إن (التنُّور) لفظةٌ اشترَك فيها جميع اللغات من العرب وغيرهم, وإن كان كذلك فهو ظريف. (**) وعلى كل حال فهو: (فَعوّل أو فعنول)؛ لأنه جنسٌ. (**) ولو كان أعجميا لا غير جاز تمثيلُه لِكَوْنه جنسا ولاَحقاً بالمعرب, فكيف وهو أيضا عربي؛ لكونه في لغة العرب غير منقول , وإنما هو وِفاق وقع, ولو كان منقولا إلى اللغة العربية من غيرها لوَجب أن يكون أيضا وِفاقاً بين جميع اللغات غيرها, (**) ومعلومٌ سعة اللغات غير العربية, فإن جاز أن يكون مشتركا في جميع ما عدا العربية جاز أيضا أن يكون وِفاقاً فيها. (**) قال: ويَبْعُدُ في نفسي أن يكون الأصلُ للغة واحدة ثم نُقِل إلى جميع اللغات لأنَّا لا نعرفُ له في ذلك نظيرا. (**) وقد يجوزُ أيضا أن يكون وِفاقاً وقع بين لغتين أو ثلاث أو نحو ذلك, ثم انْتَشر بالنَّقل في جميعها. (**) قال: وما أقرب هذا في نفسي لأنا لا نعرفُ شيئا من الكلام وقَع الاتفاقُ عليه في كل لغةٍ وعند كل أمة, (**) هذا كلُّه إذا كان في جميع اللغات هكذا, وإن لم يكن كذلك كان الخَطْبُ فيه أيسر. انتهى . (**) وقال الثعالبي في فقه اللغة: فصل في أسماء قائمة في لغتي العرب والفُرس على لفظٍ واحد: (التنور, الخمير, الزمان, الدِّين, الكنز, الدينار, الدرهم). اهـ (**) والله الموفق. (**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي (**) الأربعاء 10 / 4 / 1442 هـ. ** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط : https://binthabt.al3ilm.net/13436
مشرف تقني