binthabt.al3ilm.net
034 قل: ربيع الآخر وجمادى الآخرة, ولا تقل: ربيع الثاني وجمادى الثانية (فوائد نحوية)
سلسة الفوائد النحوية: 34- قل: ربيع الآخر وجمادى الآخرة, ولا تقل: ربيع الثاني وجمادى الثانية (**) لا يستعمل العرب لفظ: (الثاني والثانية) إلا فيما له ثالث وثالثة. فيقولون: (جاء الرجل الأول والثاني والثالث), و(قرأت الختمة الأولى والثانية والثالثة). (**) فإن لم يكن هناك (ثالث وثالثة) فإنهم يستعملون بعد (الأول والأولى), لفظ: (الآخر، والآخرة) الذي يدل كل منهما على الانتهاء, أي: أنه لم يبق بعدهما شيء. (**) ولهذا جاء في القران الكريم في صفاته سبحانه تعالى, قوله: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِر} ولم يقل: (والثاني), لأنه ليس بعده تعالى شيء, كما ثبت في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قال: كَانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ يَقُولُ: «... اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ،...» الحديث). (**) وعلم مما تقدم الخطأ الشائع عند الكثيرين, من قولهم: (ربيع الثاني، وجمادى الثانية)؛ إذ ليس بعدهما (ربيع ثالث, وجمادى ثالثة) (**) فالصواب أن يقال: ربيع الآخِر، وجمادى الآخِرة, كما يقال: الدنيا والآخرة. (**) وفي كتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشاء), لأحمد بن علي الفزاري (2/ 404) (**) قال النحاس: وإنما قالوا: (ربيع الآخر وجمادى الآخرة), ولم يقولوا: (ربيع الثاني, وجمادى الثانية), كما قالوا: السنة الاولى والسنة والثانية؛ لأنه إنما يقال: الثاني والثانية, لما له ثالث وثالثة، (**) ولمّا لم يكن لهذين ثالث ولا ثالثة قيل فيهما: (الآخر, والآخرة) كما قيل: الدنيا والآخرة؛ (**) على أن أكثر استعمال أهل الغرب على ربيع الثاني وجمادى الثانية. اهـ فائدة: (**) يجوز في لفظ: (الآخر) فتح الخاء وكسرها. (**) والفرق بينها: (**) أن الآخر- بالفتح- معناه المغاير, أي غير الذي قبله كقولك: (جاني رجل ورجل آخر) أي غير الأول. (**) والآخر -بكسرها- معناه الأخير, كقولك: (جاني الرجل الآخر) أي: الأخير. (**) والله الموفق. (**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي (**) الأحد 7 / 4 / 1442 هـ. ** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط : https://binthabt.al3ilm.net/13436
مشرف تقني