سلسة الفوائد النحوية:
25- ذكر بعض الفوائد والقصص الطريفة من كتاب (مغني اللبيب)
(**) قال ابن هشام رحمه الله تعالى في كتابه (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 33):
() (إِن) الْمَكْسُورَة الْخَفِيفَة ترد على أَرْبَعَة أوجه:
() أَحدهَا: أَن تكون شَرْطِيَّة نَحْو: {إِن ينْتَهوا يغْفر لَهُم}, {وَإِن تعودوا نعد}
(**) وَقد تقترن بِـ(لا) النافية فيظن من لَا معرفَة لَهُ أَنَّهَا (إِلَّا)
الاستثنائية نَحْو: {إِلَّا تنصروه فقد نَصره الله}, {إِلَّا تنفرُوا يعذبكم},{وَإِلَّا تغْفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}, {وَإِلَّا تصرف عني كيدهن أصب إلَيْهِنَّ}.
(**) وَقد بَلغنِي أَن بعض من يَدعِي الْفضل سَأَلَ فِي {إِلَّا تفعلوه} فَقَالَ: مَا هَذَا الِاسْتِثْنَاء؟ أمتصل أم مُنْقَطع؟
() وقال في (ص:697):
() حُكيَ عَن اليزيدي أَنه قَالَ فِي قَول العرجي
937 – (أظلوم إِن مصابكم رجلا * رد السَّلَام تَحِيَّة ظلم)
:إِن الصَّوَاب (رجل) بِالرَّفْع خَبرا لـ(إن).
(**) وعَلى هَذَا الْإِعْرَاب يفْسد الْمَعْنى المُرَاد فِي الْبَيْت وَلَا يتَحَصَّل لَهُ معنى الْبَتَّةَ.
() وَله حِكَايَة مَشْهُورَة بَين أهل الْأَدَب .
() رووا عَن أبي عُثْمَان الْمَازِني: أَن بعض أهل الذِّمَّة بذل لَهُ مئة
دِينَار على أَن يقرئه كتاب سِيبَوَيْهٍ, فَامْتنعَ من ذَلِك, مَعَ مَا كَانَ بِهِ من شدَّة احْتِيَاج.
(**) فلامه تِلْمِيذه الْمبرد, فَأَجَابَهُ بِأَن الْكتاب مُشْتَمل على ثلاثمئة وَكَذَا كَذَا آيَة من كتاب الله تَعَالَى, فَلَا يَنْبَغِي تَمْكِين ذمِّي من قرَاءَتهَا.
() ثمَّ قدر أَن غنت جَارِيَة بِحَضْرَة الواثق بِهَذَا الْبَيْت, فَاخْتلف
الْحَاضِرُونَ فِي نصب رجل وَرَفعه, وأصرت الْجَارِيَة على النصب,
وَزَعَمت أَنَّهَا قرأته على أبي عُثْمَان كَذَلِك, فَأمر الواثق بإشخاصه من الْبَصْرَ, فَلَمَّا حضر أوجب النصب, وَشَرحه بِأَن: (مصابكم ) بِمَعْنى: (إصابتكم), و(رجلا) مَفْعُوله و(ظلم), الْخَبَر, وَلِهَذَا لَا يتم الْمَعْنى بِدُونِهِ.
() قَالَ: فَأخذ اليزيدي فِي معارضتي, فَقلت لَهُ: وَهُوَ كَقَوْلِك: (إِن
ضربك زيدا ظلم), فَاسْتَحْسَنَهُ الواثق, ثمَّ أَمر لَهُ بِأَلف دِينَار ورده مكرما.
(**) فَقَالَ للمبرد: تركنَا لله مئة دِينَار فعوضنا ألفا.
() وقال في (ص:877):
() وَحكى العسكري فِي كتاب التَّصْحِيف:
() أَنه قيل لبَعْضهِم: مَا فعل أَبوك بحماره؟, فَقَالَ: بَاعِه.
() فَقيل لَهُ: لم قلت: بَاعِه؟.
() قَالَ: فَلم قلت أَنْت: بحماره؟.
() فَقَالَ: أَنا جررته بِالْبَاء.
(**) فَقَالَ: فَلم تجر باؤك وبائي لَا تجر؟!
() وَمثله من الْقيَاس الْفَاسِد:
() مَا حَكَاهُ أَبُو بكر التاريخي فِي كتاب أَخْبَار النَّحْوِيين: أَن رجلا قَالَ لسماك بِالْبَصْرَةِ: بكم هَذِه السَّمَكَة؟
فَقَالَ: بدرهمان, فَضَحِك الرجل.
(**) فَقَالَ السماك: أَنْت أَحمَق, سَمِعت سِيبَوَيْهٍ يَقُول: ثمنهَا دِرْهَمَانِ.
() وَقلت يَوْمًا: ترد الْجُمْلَة الاسمية الحالية بِغَيْر وَاو فِي فصيح الْكَلَام خلافًا للزمخشري كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَيَوْم الْقِيَامَة ترى الَّذين كذبُوا على الله
وُجُوههم مسودة}.
() فَقَالَ بعض من حضر: هَذِه الْوَاو فِي أَولهَا.
() وَقلت يَوْمًا: الْفُقَهَاء يلحنون فِي قَوْلهم: (البايع) بِغَيْر همز.
() فَقَالَ قَائِل : فقد قَالَ الله تَعَالَى: {فبايعهن}
(**) وَقَالَ الطَّبَرِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {أَثم إِذا مَا وَقع}: إِن (ثمَّ) بِمَعْنى هُنَالك.
(**) وَقَالَ جمَاعَة من المعربين فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ ننجي
الْمُؤمنِينَ} فِي قِرَاءَة ابْن عَامر وَأبي بكر بنُون وَاحِدَة: إِن الْفِعْل مَاض.
وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ آخِره مَفْتُوحًا وَ(الْمُؤمنِينَ) مَرْفُوعا.
() فَإِن قيل : سكنت الْيَاء للتَّخْفِيف كَقَوْلِه:
1128 – (هُوَ الْخَلِيفَة فارضوا مَا رَضِي لكم … )
وأقيم ضمير الْمصدر مقَام الْفَاعِل.
() قُلْنَا: الإسكان ضَرُورَة, وَإِقَامَة غير الْمَفْعُول بِهِ مقَامه مَعَ وجوده ممتنعة, بل إِقَامَة ضمير الْمصدر ممتنعة وَلَو كَانَ وَحده لِأَنَّهُ مُبْهَم.
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الأحد 29 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :