سلسة الفوائد النحوية:
22- [مَنْ] – بفتح الميم – ترد في كلام العرب على أربعة أوجه , وقد يحتمل مثال واحد هذه الأوجه الأربعة
(**) قال ابن هشام في كتابه: (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب), (ص: 431):
(**) (مَنْ) على أَرْبَعَة أوجه:
1- شَرْطِيَّة, نَحْو: (مَنْ تكرمْ أكرمْ), بسكون الفعلين, وقوله تعالى:
{مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}.
2- واستفهامية, فتحتاج إِلَى جَوَاب, نَحْو: (مَنْ تكرمُ) برفع الفعل, وقوله تعالى: {مَنْ بَعَثنا منْ مَرْقَدِنَا}, {فَمَنْ رَبكُمَا يَا مُوسَى}.
(**) وَإِذا قيل: (مَنْ يفعلُ هَذَا إِلَّا زيد) فَهِيَ (مَنْ) الاستفهامية, أشربت
معنى النَّفْي, أي: (لا يفعلُ هَذَا إِلَّا زيد), وَمِنْه قوله تعالى: {وَمَنْ يغْفر الذُّنُوب إِلَّا الله}
(**) وَلَا يتَقَيَّد جَوَاز ذَلِك بِأَن يتقدمها الْوَاو خلافًا لِابْنِ مَالك بِدَلِيل {مَنْ ذَا الَّذِي يشفع عِنْده إِلَّا بِإِذْنِهِ}
3- وموصولة, فِي نَحْو: (زارني مَنْ علمته) أي الذي علمته,
وَمِنْه قوله تعالى: {ألم تَرَ أَن الله يسْجد لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَمَنْ فِي
الأَرْض}
4- ونكرة مَوْصُوفَة, وَلِهَذَا دخلت عَلَيْهَا رب فِي قَوْل الشاعر:
رُبَّ مَنْ أنضجْتُ غَيظاً قَلْبَهُ
قَدْ تَمَنَّى لِيَ مَوْتاً لم يُطَعْ
(**) أي: رُبَّ رجلٍ, أو شخص.
() ووصفت بالنكرة فِي نَحْو قَوْلهم: (مَرَرْتُ بمَنْ مُعْجِبٍ لك),
() أي: بإِنْسَان مُعْجِبٍ لك.
(**) (تَنْبِيه)
(**) إذا قلت:
(مَنْ يكرمني أكْرمه )
احتملت (مَنْ) الْأَوْجه الْأَرْبَعَة:
(**) فَإِن قدرتها شَرْطِيَّة جزمت الْفِعْلَيْنِ.
(**) أَو مَوْصُولَة أَو مَوْصُوفَة رفعتهما.
(**) أو استفهامية رفعت الأول وجزمت الثَّانِي لِأَنَّهُ جَوَاب بِغَيْر الْفَاء.
(**) وَ(مَنْ) فِيهِنَّ مُبْتَدأ.
(**) وَخبر الاستفهامية الْجُمْلَة الأولى.
(**) وخبر الموصولة أَو الموصوفة الْجُمْلَة الثَّانِيَة.
(**) وخبر الشرطية الْجُمْلَة الأولى أَو الثَّانِيَة على خلاف فِي ذَلِك.
(**) وَتقول: (مَنْ زارني زرته)
فَلَا تحسن الاستفهامية وَيحسن مَا عَداهَا. اهـ
بتصرف وزيادة
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 27 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :