سلسة الفوائد النحوية:
19- كيفية إعراب أسماء الشرط والاستفهام
(**) جميع أسماء الشرط والاستفهام مبنية على حركة أو سكون، فالحكم لمحلها على حسب موقعها، ما عدا “أيا” فإنها معربة، فيظهر أثر الإعراب على لفظها.
() وأما إعرابها فقال محمد بن عبد العزيز النجار في كتابه: (ضياء السالك إلى أوضح المسالك), (4/ 45):
() ومن المفيد أن نذكر هنا في إجمال كيفية إعراب أسماء الشرط والاستفهام فنقول:
1- إذا وقعت الأداة بعد حرف جر أو مضاف فهي في محل جر بالحرف أو بالإضافة نحو: (عمن تتعلم أتعلم)؛ و(كتاب من تقرأ أقرأ)، و (صفحة ما تكتب أكتب)
(**) ولا تكاد الأداة تجر في غير هاتين الحالتين.
2- وإذا كان الأداة ظرفا للزمان أو المكان فهي في محل نصب على الظرفية لفعل الشرط إن كان تاما؛ نحو: متى يقبل الصيف يشتد الحر. وللخبر إن كان ناسخا. نحو: أينما تكن تجد تقديرًا لإخلاصك؛ فأينما ظرف متعلق بمحذوف خبر “تكن”
(**) وأدوات هذا النوع هي: متى، وأيان؛ للزمان. وأين، وأنى، وحيثما،؛ للمكان؛ وأي مضافة إلى الزمان أو المكان، كل حسب الحالة.
3- وإن دلت الأداة على حدث محض، فهي مفعول مطلق لفعل الشرط.
() وأداة هذا النوع؛ “أي” مضافة للمصدر؛ نحو: أي عمل تقدم للوطن تجز به خيرًا.
() أما إذا دلت على ذات؛ فإن كان فعل الشرط لازمًا، فهي مبتدأ خبره فعل الشرط على الأصح، وتوقف الفائدة على الجواب، إنما هو من حيث التعلق، لا من حيث الخبرية.
() وقيل: الجواب هو الخبر.
() وقيل: هما؛ نحو: (من يسافر أسافر معه).
() وكذلك إن كان متعديًا ومفعوله أجنبي منها؛ نحو: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
() وإن كان متعديًا مسلطًا عليها فهي مفعوله؛ نحو: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا}
(**) فإن سلط على ضميرها أو على ملابسه فاشتغال؛ نحو: من يكرمه محمد أكرمه، ومن يصاحب أخاه علي أصاحبه؛ فيجوز في “من” أن تكون مبتدأ، وأن تكون مفعولا لفعل محذوف يفسره فعل الشرط.
(**) وأدوات هذا النوع: من، وما، ومهما، وأي مضافة إلى اسم ذات.
(**) ويتبين مما تقدم:
(**) أن متى وأيان، يدلان على الزمان؛ فكلاهما ظرف زمان جازم.
(**) وأين، وأنى، وحيثما، تدل على المكان،
(**) ومن، وما، ومهما غير ظروف،
(**) أما “أي” فبحسب ما تضاف إليه؛ فإن أضيفت إلى زمان فزمان أو إلى مكان فمكان أو إلى غيرهما فغير ظرف.
() أما “إن” و”إذ ما” فلتعليق الجواب على الشرط تعليقًا مجردًا من غير دلالة على زمان أو مكان أو غيرهما، وتفيدان الشك والظن .
() كما أن ” إذا ” الشرطية تفيد الأمر المتقين غالبًا،
(**) و”كيفما” تدل على الحال. [ كيف زيد؟ فـ(كيف) خبر مقدم وجوبا, و (زيد) مبتدأ مؤخر]. اهـ
() (تنبيه)
() لم يمثل النجار لأدوات الاستفهام, ونحن نمثل لها على ترتيبه تتميما للفائدة فنقول:
() مثال الاستفهام المجرور محلا قولك: (على من سلمت؟), و (غلام من ضربت؟) .
() ومثال الاستفهام المنصوب على الظرفية, أو على الخبرية للناسخ قولك: (متى سافرت؟), و (أين جلست؟), و (أين كان زيد).
(**) ومثال الاستفهام المنصوب على المفعولية المطلقة قولك: (أي
ضرب ضربت؟).
(**) ومثال الاستفهام المرفوع محلا على أنه مبتدأ لكون الفعل الذي بعده لازما أو متعديا وأخذ مفعوله قولك: (من سافر؟), و(من أكرم زيدا؟).
(**) ومثال الاستفهام المنصوب محلا على أنه مفعول به لكون الفعل الذي بعده متعديا ووقع عليه قولك: (من أكرمت؟, وما قرأت؟).
(**) ومثال الاستفهام المرفوع محلا على أنه مبتدأ, أو على أنه منصوب على الاشتغال قولك: (من ضربته؟), أو (من ضربت أخاه؟).
(**) ومثال الاستفهام في (كيفما) قولك: كيف زيد؟)
فـ(كيف) خبر مقدم وجوبا, و (زيد) مبتدأ مؤخر.
() من المراجع:
() كتاب: (مغني اللبيب), (ص: 607)
(**) وكتاب: (همع الهوامع في شرح جمع الجوامع), (2/ 566)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الثلاثاء 24 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :