سلسة الفوائد النحوية:
9- ذكر بعض الفوائد في البسملة (ب)
إعراب البسملة, وذكر الأوجه في لفظتي (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
() (الباء): حرف جر, مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
() و(اسم): مجرور بـ(الباء), وعلامة جره الكسرة الظاهرة على
آخره.
() والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: باسم الله أكتب أو آكل أو نحو ذلك.
() و(اسم): مضاف.
() ولفظ الجلالة (الله) مضاف إليه, مجرور بالمضاف -على الصحيح -, وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
() و(الرحمن) نعت أول للفظ الجلالة (الله), مجرور مثله, وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
(**) و(الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة (الله), مجرور مثله, وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
(**) ذكر أوجه الإعراب في لفظتي (الرحمن والرحيم), مع بيان الضعيف منها.
() يجوز في لفظتي (الرحمن والرحيم) تسعة أوجه مع ضعف في بعضها, وإليك بيانها:
() الوجه الأول: جر الأول ورفع الثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمُ}
() وتخرجه: على أن (الرَّحْمنِ) نعت للفظ الجلالة,
() و(الرَّحِيمُ) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا, تقديره: (هو الرَّحِيمُ).
() الوجه الثاني: جر الأول ونصب الثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمَ}
() وتخرجه: على أن (الرَّحْمنِ) نعت للفظ الجلالة,
(**) و(الرَّحِيمَ) مفعول به منصوب على التعظيم -على جهة المدح- بفعل محذوف وجوبا, تقديره: (أمدحُ الرَّحِيمَ)
() الوجه الثالث: جر الأول والثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
() وتخرجه: على أنهما نعتان للفظ الجلالة, كما تقدم قبلُ.
() الوجه الرابع: نصب الأول ورفع الثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنَ
الرَّحِيمُ}
() وتخرجه: على أن (الرَّحْمنَ) مفعول به منصوب على التعظيم -على جهة المدح- بفعل محذوف وجوبا, تقديره: (أمدحُ الرَّحْمنَ),
(**) و(الرَّحِيمُ) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا, تقديره: (هو الرَّحِيمُ)
() الوجه الخامس: نصب الأول والثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ}
() وتخرجه: على أنهما مفعولان به منصوبان على التعظيم -على
جهة المدح- بفعل محذوف وجوبا, تقديره: (أمدحُ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ),
() الوجه السادس: نصب الأول وجر الثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنَ
الرَّحِيمِ}
() وتخرجه: على أن (الرَّحْمنَ) مفعول به منصوب على التعظيم -على جهة المدح- بفعل محذوف وجوبا, تقديره: (أمدحُ الرَّحْمنَ),
(**) و(الرَّحِيمِ) نعت للفظ الجلالة.
() الوجه السابع: رفع الأول والثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنُ
الرَّحِيمُ}
() وتخرجه: على أنهما خبران لمبتدأ محذوف وجوبا, تقديره: (هو الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ)
() الوجه الثامن: رفع الأول و نصب الثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنُ
الرَّحِيمَ}
() وتخرجه: على أن (الرَّحْمنُ) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا, تقديره: (هو الرَّحْمنُ),
(**) و(الرَّحِيمَ) مفعول به منصوب على التعظيم -على جهة المدح- بفعل محذوف وجوبا, تقديره: (أمدحُ الرَّحِيمَ)
() الوجه التاسع: رفع الأول وجر الثاني, فتقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمِ}
() وتخرجه: على أن (الرَّحْمنُ) خبر لمبتدأ محذوف وجوبا, تقديره: (هو الرَّحْمنُ),
(**) و(الرَّحِيمِ) نعت للفظ الجلالة.
() فهذه تسعة أوجه في لفظتي (الرحمن والرحيم):
() الثالث منها: يجوز عربية ويتعين قراءة.
() والسادس والتاسع منها: يمتنعان عربية وقراءة؛ لما فيهما من الرجوع إلى الوصفية بعد الانقطاع عنها.
() وبقية الأوجه تجوز عربية لا قراءة.
(**) وقد نظمها الأمام المالكي: النور الأجهوري, فقال:
إنْ يُنْصَبِ الرَّحْمَنُ أَوْ يُرْتَفَعَا
فَالْجَرُّ فِي الرَّحِيمِ قَطْعًا مُنِعَا
وَإِنْ تَجُرُّ فَأَجِزْ فِي الثَّانِي
ثَـلَاثَـةَ الْأَوْجُـهِ خُـذْ بَيَانِـي
فَهَذِهِ تَضَمَّنَتْ تِسْعًا مُنِعْ
وَجْهَانِ مِنْهَا فَادْرِ هذا وَاسْتَمِعْ
(**) (فائدة)
(**) الأحسن في متعلق الجار والمجرور المحذوف أن يقدر: فعلا خاصا مؤخرا.
() أما كونه فعلا, فلأمرين:
() أحدهما: أن الأصل في العمل للأفعال.
() الثاني: كثرة التصريح به, كقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ}
() وحديث أبي هريرة المتفق عليه «بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي»
ونحوهما.
() وأما كونه خاصا: فلأنه أدل على المقصود؛ إذ كل مبتدئ بالبسملة في أمر يضمر في نفسه ما جعل البسملة مبدأ له.
() فالمبتدئ بالأكل إذا قال: (بسم الله) ينوي: (آكل), وبالشرب: (أشرب) وبالتأليف: (أؤلف), وهكذا.
() وأما كونه مؤخرا, فلأمور:
() منها: الاهتمام باسمه تعالى؛ لأن أهم ما يبدء به ذكر الله تعالى.
(**) منها: إفادة الحصر؛ لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, فإذا قلت:
(باسم الله آكل) كان بمنزلة: (لا آكل إلا ببسم الله), وغير ذلك.
() قال ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد), (1/ 25):
() فائدة: حذف العامل في (بسم الله).
() لحذف العامل في (بسم الله), فوائد عديدة:
() منها: أنه موطن لا ينبغي أن يتقدم فيه سوى ذكر الله, فلو ذكرت الفعل وهو لا يستغني عن فاعله كان ذلك مناقضا للمقصود, فكان في حذفه مشاكلة اللفظ للمعنى ليكون المبدوء به اسم الله, كما نقول في الصلاة: الله أكبر, ومعناه من كل شيء, ولكن لا نقول هذا المقدر, وليكون اللفظ مطابقا لمقصود الجنان, وهو أن لا يكون في القلب إلا الله وحده, فكما تجرد ذكره في قلب المصلي تجرد ذكره في لسانه.
(**) ومنها: أن الفعل إذا حذف صح الابتداء بالتسمية في كل عمل وقول
وحركة, وليس فعل أولى بها من فعل, فكان الحذف أعم من الذكر؛ فإن أي فعل ذكرته كان المحذوف أعم منه.
() ومنها: أن الحذف أبلغ؛ لأن المتكلم بهذه الكلمة كأنه يدعي الاستغناء بالمشاهدة عن النطق بالفعل, فكأنه لا حاجة إلى النطق به؛ لأن المشاهدة والحال دالة على أن هذا وكل فعل فإنما هو باسمه تبارك وتعالى,
() والحوالة على شاهد الحال أبلغ من الحوالة على شاهد النطق,
كما قيل:
ومن عجب قول العواذل من به *
وهل غير من أهوى يحب ويعشق
. اهـ
(**) من المراجع:
(**) شرحه الكفراوي على الآجرومية (ص: 11- 14)
(**) والله الموفق.
(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) السبت 14 / 3 / 1442 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :