سلسلة الفوائد اليومية:
193- ذكر أيام التشريق, وسبب تسميتها بذلك
(**) أيام التشريق – ويقال لها: أيام منى – ثلاثة أيام:
() تبدأ باليوم الحادي عشر وتنتهي باليوم الثالث عشر.
() وسنذكر شيئا ممن يتعلق بها في النقاط التالية:
(1) أنها الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ الَّتِي رخّصَ اللَّهُ لِلْحَاجِّ أَنْ يَتَعَجَّلَ مِنْهَا فِي يَوْمَبن.
قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}
(2) أنها أيام عيد وأكل وشرب وذكر لله تعالى:
(**) عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»
[رواه أبو داود وغيره, وصححه الشيخان: الألباني والوادعي].
(**) وعَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرِ اللهِ ” (رواه مسلم)
(**) (تنبيهان):
() الأول: جاءت زيادة لفظة: «وَبِعَالٍ», – ومعناها: الجماع وملاعبة الرجل أهله”.
() وهي زيادة ضعيفة.
() رواها أبو القاسم الطبراني في “المعجم الكبير” بسنده إلى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ أَيَّامَ مِنًى صَائِحًا يَصِيحُ: «أَنْ لَا تَصُومُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَبِعَالٍ».
() وَالْبِعَالُ: وِقاعُ النِّسَاءِ. اهـ
(**) قال الشيخ الألباني في كتابه (تمام المنة), (ص: 404):
() ( … وبالجملة فهذه الزيادة منكرة رواية ومعنى:
() أما الرواية؟ فقد عرفتها مما سبق.
() وأما المعنى فلمخالفتها لما في بعض الطرق الصحيحة بلفظ: “وذكر الله” ؛
() ولأن “البعال” لا يمكن تحقيقه عمليا في أيام التشريق تحت الخيام الكثيرة المزدحمة المتلاصقة كما هو ظاهر, والله أعلم. اهـ
(**) الثاني: قوله: (وَذِكْرِ اللهِ) يشمل جميع أنواع الذكر:
() ومنها: التكبير المطلق والمقيد.
() ومنها: ذكر الله بالتسمية والتكبير عند نحر الهدي والأضحية.
() ومنها: ذكر الله عند الأكل والشرب.
() ومنها: ذكر الله عند رمي الجمار.
(**) ومنها: ذكر الله المطلق كالتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار
والصلاة و السلام على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ, وغيرها.
(3) أنه يحرم صومها إلا للحاج الذي لم يجد الهدي:
(**) عَنِ ابْنِ عُمَرَ وعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالاَ: «لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ، إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ» رواه البخاري
(4) أنها كلها أيام ذبح:
(**) عَن جُبَير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” … وكل أيام التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ ”
[حم, وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 834) برقم : (4537)
() وقال في سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 621):
() والصواب عندي أنه لا ينزل عن درجة الحسن بالشواهد التي قبله، ولاسيما وقد قال به جمع من الصحابة كما في ” شرح مسلم ” للنووي، ” والمجموع ” له (8 / 390)؛
(**) ولذلك ذهب إلى تقويته بطرقه ابن القيم في ” الهدي النبوي “، وتبعه الشوكاني في “نيل الأوطار” (5 / 106- 107- طبع الحلبي). اهـ
(5) وأما سبب تسميتها بذلك:
() فقال القرطبي في كتابه (المفهم) (3/ 200):
() وسميت أيام التشريق: لأن لحوم الأضاحي تشرق فيها.
(**) وأضافها إلى (منى)؛ لأن الحاج فيها في منى. اهـ
() وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (4/ 242):
() (… وَسُمِّيَتْ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُنْشَرُ فِي الشَّمْسِ.
() وَقِيلَ: لِأَنَّ الْهَدْيَ لَا يُنْحَرُ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ.
() وَقِيلَ لِأَنَّ صَلَاةَ الْعِيدِ تَقَعُ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ.
(**) وَقِيلَ التَّشْرِيقُ التَّكْبِيرُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ). اهـ
** والله الموفق.
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** السبت – أول أيام التشريق – 11 / 12 / 1441 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============