سلسلة الفوائد اليومية:
192- أسماء أيام الحج, وسبب تسميتها بذلك
(**) أيام الحج ستة أيام:
[8-13] تبدأ باليوم الثامن وتنتهي باليوم الثالث عشر. [8] فاليوم الثامن يسمى: يوم التروية. [9] واليوم التاسع يسمى: يوم عرفة. [10] واليوم العاشر يسمى: يوم النحر. [11] واليوم الحادي عشر يسمى: يوم القر. [12] واليوم الثاني عشر يسمى: يوم النفر الأول. [13] واليوم الثالث عشر يسمى: يوم النفر الثاني.
(**) ذكر سبب التسمية:
[8] أما تسمية اليوم الثامن بيوم التروية:
(**) فقال الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري) (3/ 507):
وَسُمِّيَ (التَّرْوِيَةَ) -بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْوَاوِ وَتَخْفِيفِ التَّحْتَانِيَّةِ-؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرْوُونَ فِيهَا إِبِلَهُمْ وَيَتَرَوُّونَ مِنَ الْمَاءِ لِأَنَّ تِلْكَ الْأَمَاكِنَ لَمْ تَكُنْ إِذْ ذَاكَ فِيهَا آبَارٌ وَلَا عُيُونٌ وَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ كَثُرَتْ جِدًّا وَاسْتَغْنَوْا عَنْ حَمْلِ الْمَاءِ …
(**) وَقِيلَ فِي تَسْمِيَتِهِ التَّرْوِيَةَ: أَقْوَالٌ أُخْرى شَاذَّةٌ.
(**) مِنْهَا: أَنَّ آدَمَ رَأَى فِيهِ حَوَّاءَ وَاجْتَمَعَ بِهَا.
(**) وَمِنْهَا: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ رَأَى فِي لَيْلَتِهِ أَنَّهُ يَذْبَحُ ابْنَهُ فَأَصْبَحَ مُتَفَكِّرًا يَتَرَوَّى.
(**) وَمِنْهَا: أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرَى فِيهِ إِبْرَاهِيمَ مَنَاسِكَ الْحَجِّ.
(**) وَمِنْهَا أَنَّ الْإِمَامَ يُعَلِّمُ النَّاسَ فِيهِ مَنَاسِكَ الْحَجِّ.
(**) وَوَجْهُ شُذُوذِهَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنَ الْأَوَّلِ لَكَانَ يَوْمَ الرُّؤْيَةِ,
(**) أَوِ الثَّانِي لَكَانَ يَوْمَ التَّرَوِّي بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ,
(**) أَوْ مِنَ الثَّالِثِ لَكَانَ مِنَ الرُّؤْيَا,
(**) أَوْ مِنَ الرَّابِعِ لَكَانَ مِنَ الرِّوَايَةِ). اهـ
[9] وأما تسمية اليوم التاسع بيوم عرفة:
(**) فقَالَ الفيروز آبادي فِي كتابه (الْقَامُوسِ المحيط) (ص: 836):
(**) ويومُ عَرَفَةَ: التاسِعُ من ذي الحِجَّةِ.
(*) وعَرَفَاتٌ: مَوْقِفُ الحاجِّ ذلك اليَومَ، على اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً من مكَّةَ،
(*) وغَلِطَ الجوهرِيُّ فقال: مَوْضِعٌ بمنًى.
(**) سُمِّيَتْ؛ لأنَّ آدَمَ وحوَّاءَ تَعَارفا بها،
(**) أو لقولِ جبريل لإِبراهيمَ، عليهما السلامُ، لما عَلَّمَهُ المناسِكَ: أعَرَفْتَ؟ قال: عَرَفْتُ،
(**) أو لأنها مُقَدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ كأنها عُرِفَتْ، أي: طُيِّبَتْ. اهـ المراد.
[10] وأما تسمية اليوم العاشر بيوم النحر:
(**) فلكثرة ما ينحر فيه من الهدايا والضحايا, تقربا إلى الله تعالى.
(**) ويسمى عيد الأضحى، ويَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ؛ لأنه تؤدى فيه معظم مناسك الحج من رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، والسعي.
[11] وأما تسمية اليوم الحادي بيوم القر:
(**) فقال العلامة الشوكاني في كتابه (نيل الأوطار) (5/ 154):
(**) قَوْلُهُ: (يَوْمَ الْقَرِّ) بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ.
(**) سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَقِرُّونَ فِيهِ بِمِنًى. وَقَدْ فَرَغُوا مِنْ طَوَافِ الْإِفَاضَةِ وَالنَّحْرِ فَاسْتَرَاحُوا.
(**) قال أبو عبد الله الجعدي -وفقه الله-: ويسمى أيضا: يوم الرؤوس، وَيَوْمَ الْأَكَارِعِ.
(**) وفي عون المعبود وحاشية ابن القيم (5/ 300):
(**) (يوم الرؤوس) بِضَمِّ الرَّاءِ وَالْهَمْزَةِ بَعْدَهَا وَهُوَ الْيَوْمُ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
(**) سُمِّيَ بِذَلِكَ *لِأَنَّهُمْ كَانُوا يأكلون فيه رؤوس الأضاحي.
(**) قال إمام الفن جار اللَّهِ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي أَسَاسِ الْبَلَاغَةِ أَهْلُ مَكَّةَ يسمون يوم القر يوم الرؤوس لأنهم يأكلون فيه رؤوس الْأَضَاحِيِّ. انْتَهَى.
(**) وَمَعْنَى (قَرُّوا): اسْتَقَرُّوا, وَيُسَمَّى يَوْمَ الْأَوَّلِ وَيَوْمَ الْأَكَارِعِ. اهـ
[12] وأما تسمية اليوم الثاني عشر بيوم النفر الأول:
(**) فلأن بعض الحجاج ينفرون من مِنى فيه بعد الزوال ورمي الجمار.
(**) فمن أراد أن يتعجل نفر من منى قبل غروب الشمس, وهو المراد بقوله: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه}, أي: تعجل الخروج في النفر الأول.
[13] وأما تسمية اليوم الثالث عشر بيوم النفر الثاني:
(**) فلأن بعض الحجاج – وهم الأكثر – يتأخرون عن النفر الأول, و يجلسون في منى ثلاثة أيام بعد يوم العيد ويرمون الجمار بعد الزوال ثم ينفرون إلى أهاليهم.
(**) وهذا هو الأحسن اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
** كتبها: أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الأربعاء – يوم التروية- 8 / 12 / 1441 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============