سلسلة الفوائد اليومية:
185- من أفضل العبادات انْتِظَارُ الْفَرَجِ
(**) قَالَ اللَّهُ تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}
(*) وقَالَ تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا () إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
(**) وقَالَ تعالى عن يعقوب عليه السلام: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
(**) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ” يَا غُلامُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ ” فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: ” احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، …
وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”
[رواه أحمد وغيره, وصححه الألباني والوادعي والأرنؤوط]
(**) قلت: فانتظار الفرج عبادة عظيمة وطاعة جليلة, ويكون بأمور:
(**) منها: حسن الظن بالله.
(**) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَنَّ اللهَ
عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: ” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ ” [رواه أحمد, وصححه الألباني]
(**) ومنها: الصبر الاحتساب, والرضا والتسليم لأقدار الله.
(**) قَالَ اللَّهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
(**) ومنها: التوبة الصادقة إلى الله من جميع الذنوب.
(**) قَالَ تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
(**) ومنها: كثرة الاستغفار.
() قَالَ تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا () يُرْسِلِ
السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا () وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}
(**) ومنها: كثرة دعاء الله بكشف الكرب.
(**) قَالَ تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}
(**) ومنها: الإحسان إلى الخلق.
(**) وقَالَ تعالى: {إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}
(**) ومنها: الصدقة من الحلال الطيب – ولو بالشيء اليسير-.
(**) قَالَ تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
(**) وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسولُ الله صَلًى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء و صدقة السر تطفئ
غضب الرب و صلة الرحم تزيد في العمر»
(رواه الطبراني, وحسنه الألباني)
(**) ومنها: حسن الطاعة ولزوم العبادة.
(**) قَالَ تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
(**) ومنها: التوكل على الله.
(**) قَالَ تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
(**) ومنها: -وهو الأمر الجامع لها كلها – تقوي الله جل وعلا (ظاهرا
وباطنا), وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
(*) قَالَ تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا () وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لا يَحْتَسِبُ}
(**) ومن الحكم:
(**) «إذا اشتدَّ الحبلُ انقطع»
(**) و« إذا أظلم الليل انقشع»
(**) و« إذا ضاق الأمر اتسع»
(**) و«إذا الشدة تناهت انفرجت, وإذا توالت تولت.
(**) و«عند انسداد الفُرج يكون انفتاح الفرج»
(**) و«اشتدي أزمة تنفرجي» وجاء حديثا مرفوعا, لكنه لم يصح.
(**) و «لن يغلب عسر يسرين». وجاء حديثا مرفوعا, لكنه لم يصح.
(**) ذكر بعض الأبيات الشعرية:
(**) قال الشاعر:
ما ضاق بالمرء أمر واستعد له *
عبادة الله إلا جاءه الفرج
ولا أناخ بباب الله ذو ألم *
إلا تزحزح عنه الهم والحرج
(**) وقال آخر:
إذا الحادثات بلغن المدى *
وكادت لهنَّ تذوب المهج
وحلّ البلاء وقلّ الوفا *
فعند التَّناهي يكون الفرج
(**) وقال آخر:
إِذَا ضَاقَتْ بِكَ الدُّنْيَا *
فَفَكِّرْ فِي أَلَمْ نَشْرَحْ
فَعُسْرٌ بَيْنَ يُسْرَيْنِ *
تَأَمَّلْ فِيهِمَا تَفْرَحْ
(**) وقال آخر-وينسب لمحمود الوراق-:
تعز بحسن الصبر عن كل هالك *
ففي الصبر مسلاة الهموم اللوازم
إذا أنت لم تسل اصطباراً وحسبة *
سلوت على الأيام مثل البهائم
(**) وقال آخر:
دعِ المقاديرَ تجري في أَعِنَّتِها *
ولا تَبيتَنَّ إلَّا خاليَ البالِ
ما بينِ غمضةِ عينٍ وانتباهتِها *
يُغَيِّر اللهُ من حالٍ إِلى حالِ
وقال آخر:
وكل شديدة نزلت بقوم *
سيأتي بعد شدتها رخاء
(**) وقال آخر:
عسى فرج يأتي به الله إنه *
له كل يوم في خليقته أمر
(**) وقال آخر:
يا صاحب الهم إن الهم منفرج *
أبشر بخير فإن الفارج الله
(**) من المراجع:
() كتاب (الفرج بعد الشدة) للتنوخي (1/ 108)
() وكتاب (فيض القدير), للمناوي (4/ 481)
() وكتاب (المعين على تفهم الأربعين), لابن الملقن (ص: 258)
() وكتاب (بهجة المجالس وأنس المجالس), لابن عبد البر
(ص: 36)
() وكتاب (الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية) لابن علان
(7/ 387)
() وكتاب (مجموع رسائل ابن رجب) (3/ 168)
(**) وكتاب (الآداب الشرعية والمنح المرعية), لابن مفلح (3/ 282)
** والله الموفق.
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الثلاثاء 24 / 10 / 1441 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============