سلسلة الفوائد اليومية:
184- ذكر بعض أشقى الناس
(**) اقتضت حكمة الله أن ينقسم الناس قسمين: سعداء وأشقياء, أبرارا وفجارا.
** قَالَ اللَّهُ تعالى: {… فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}
* وقَالَ اللَّهُ تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ () وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}
(**) ومن هؤلاء الأشقياء الذين جاءت الأدلة على تعيينهم رجلان:
(**) أحدهما: قدار بن سالف (عاقر الناقة).
(**) الثاني: عبد الرحمن بن ملجم (قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه, وقبح قاتله-)
() قَالَ اللَّهُ تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا}
() أي: إِذ انْطَلَقَ أَكثَرُ ثَمُودَ شَقَاوَةً لِيَعْقِرَ نَاقَةَ اللهِ , وهُوَ: قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ.
(**) وفي (تفسير البغوي) (5/ 260)
(**) {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاهاْ}، أَيْ قَامَ.
(**) وَالِانْبِعَاثُ: هُوَ الْإِسْرَاعُ فِي الطَّاعَةِ لِلْبَاعِثِ.
(**) أَيْ كَذَّبُوا بِالْعَذَابِ وَكَذَّبُوا صَالِحًا لَمَّا انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَهُوَ: قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ، وَكَانَ أَشْقَرَ أَزْرَقَ الْعَيْنَيْنِ قصيرا قام لعقر الناقة. اهـ
(**) وفي (تفسير ابن كثير) (8/ 414)
(**) {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} أَيْ: أَشْقَى الْقَبِيلَةِ، هُوَ قُدَار بْنُ سَالِفٍ عاقرُ النَّاقَةِ، وَهُوَ أُحَيْمِرُ ثَمُودَ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ تَعَالَى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ}.
(**) وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ عَزِيزًا فِيهِمْ، شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ، نَسِيبًا رَئِيسًا مُطَاعًا، كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ:
(**) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ النَّاقَةَ، وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَهَا، فَقَالَ: ” {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَارِمٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ”.
(**) وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ، وَمُسْلِمٌ فِي صِفَةِ النَّارِ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ سُنَنِهِمَا وَكَذَا ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [مِنْ طُرُقٍ] عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهِ. … الخ) . اهـ
(**) وفي (شرح النووي على مسلم), (17/ 188):
(**) قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ (عَزِيزٌ عَارِمٌ) الْعَارِمُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالرَّاءِ.
(**) قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: هُوَ الشِّرِّيرُ الْمُفْسِدُ الخبيث, وقيل: القوى الشرس.
(**) وقد (عرُم) بضم الراء وفتحها وكسرها (عَرامة) بفتح العين و(عُراما) بضمها, فهو (عارم وعرِم) . اهـ
(**) وفي كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم) (7/ 429)
(**) قوله: {إِذِ انبَعَثَ أَشقَاهَا} أي: قام مسرعا.
(**) وضمير المؤنث عائد على ثمود، وهي مؤنثة؛ لأنَّها قُصد بها قصد قبيلة، ولذلك مع التعريف لم تصرف.
(**) والعزيز: القليل المثل، ويكون بمعنى الغالب.
(**) والعارم: الجبار الصعب على من يرومه، والممتنع بسلطانه
وعشيرته. اهـ المراد
(**) وعن عمار بن ياسر – رضي الله عنه – قال : قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ بأشْقى الناسِ رَجُلَيْنِ؟ أحَيْمِرِ ثَمودَ الَّذِي عقرَ النّاقَةَ وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ على هَذِه حَتَّى يَبلَّ مِنْهَا هَذِه.
[رواه الطبراني وغيره, وصححه الألباني]
(**) وفي كتاب (التنوير شرح الجامع الصغير), للصنعاني (4/ 351):
(**) (ألا أحدثكم بأشقى الناس) أشدهم شقاوة في الآخرة
(**) (رجلين) بدل من الإشقاء.
(**) (أحيمر ثمود) تصغير أحمر واسمه: قدار بن سالف بزنة غراب.
(**) (الذي عقر الناقة) التي ذكرها الله ومنعهم أن يتعرضوا لها بسوء.
(**) (والذي يضربك يا علي على هذه) يعني هامته.
() (حتى يبل منها هذه) يعني لحيته، وهو عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله.
() واعلم: أن هذا الإخبار من أعلام النبوة؛ لأنه وقع ما أخبر به – صلى الله عليه وسلم – كما أخبر به وحققنا ذلك في الروضة الندية شرح التحفة العلوية. اهـ
() وفي كتاب (التيسير بشرح الجامع الصغير), للمناوي (1/ 395)
() (… وَإِنَّمَا قَالَ أُحَيْمِر لِأَنَّهُ أَحْمَر أشقر أَزْرَق دميم).
(**) وقد مدح الشَاعِرُ الْخَارِجي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ عبدَ الرحمن بنَ ملجم
على هذه الفعلة الشنيعة والقبيحة والمردية – قاتلهما الله-
() قال شيخ الإسلام في كتابه: (منهاج السنة النبوية), (5/ 10):
() ( … وَمَعْلُومٌ أَنَّ شَرَّ الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ [يعني: عليا- رضي الله عنه -] هُمُ الْخَوَارِجُ الَّذِينَ كَفَّرُوهُ، وَاعْتَقَدُوا أَنَّهُ مُرْتَدٌّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَاسْتَحَلُّوا قَتْلَهُ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى،
(**) حَتَّى قَالَ شَاعِرُهُمْ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ:
يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا …
إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ رِضْوَانَا
إِنِّي لَأَذْكُرُهُ حِينًا فَأَحْسَبُهُ …
أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا
(**) فَعَارَضَهُ شَاعِرُ أَهْلِ السُّنَّةِ فَقَالَ:
يَا ضَرْبَةً مِنْ شَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا *
إِلَّا لِيَبْلُغَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ خُسْرَانَا
إِنِّي لَأَذْكُرُهُ حِينًا فَأَلْعَنُهُ *
لَعْنًا وَأَلْعَنُ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَا
() من المراجع:
() كتاب (الاعتصام), للشاطبي (3/ 177)
() وكتاب (أحكام المرتد عند شيخ الإسلام ابن تيمية) (3/ 4)
() وكتاب (الكامل في اللغة والأدب), للمبرد (3/ 125)
(**) وكتاب (الأذكياء), لأبي الفرج ابن الجوزي (ص: 210)
** والله الموفق.
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الأربعاء 18 / 10 / 1441 هـ.
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============