binthabt.al3ilm.net
1441{37} احذروا سراق الأوقات في رمضان
سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ: 37- احذروا سراق الأوقات في رمضان ** إن رمضان خير الشهور وأفضها وأعظها أجرا وأكثرها خيرا, ** فهو شهر مبارك بكل ما تعنيه هذه الكلمة, ** فكل أوقاته وساعاته وأيامه ولياليه فضائل وغنائم وأجور وفيرة, وخيرات وبركات وحسنات وعطايا وهبات كثيرة وكثيرة؛ ** لذا ينبغي لكل عاقل لبيب أن يجد غاية الجد في استغلال كل ثانية منه في الطاعات والعبادات بشتى أنواعها؛ لأنه قد لا يبقى إلى رمضان آخر. ** كما قال بعض العرب عند انقضاء رمضان: "يا رب صائمه لن يصومه وقائمة لن يقومه"، ** يعني: أن كثيرا ممن صام رمضان وقامه هذا العام لن يعيش إلى رمضان قادم , ** وهذا أمر واقع ؛ فكم ممن يصوم رمضان في عام لا يعيش إلى عام قابل. ** فالمؤمن العاقل يحرص كل الحرص على اغتنام حياته واستغلال أوقاته في كل ما يقربه إلى الله , ** ويحذر غاية الحذر من كل ما يضيع عليه وقته. ** قال الله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} ** وقال الله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} ** وقال الله تعالى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} ** وعن ابن عباسٍ رضي الله عنْهما قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجلٍ وهو يَعِظُه: "اغْتَنِمْ خَمْساً قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرمِكَ، وصِحَّتَك قبل سَقْمِكَ، وغِناكَ قبْلَ فقْرِكَ، وفَراغَك قَبْلَ شُغْلِكَ، وحياتَك قَبْلَ مَوْتِكَ". [رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرطهما", وصححه الألباني] ** وفي كتاب : ( الفوائد ) , لابن القيم (ص: 31) ** إضاعة الوقت أشد من الموت لأَن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها. ** وفي كتاب : ( الجواب الكافي ) أيضا (ص: 84): ** وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ عُمْرَ الْعَبْدِ هُوَ مادَّةُ حَيَاتِهِ، وَلَا حَيَاةَ لِمَنْ أَعْرَضَ عَنِ اللَّهِ وَاشْتَغَلَ بِغَيْرِهِ، بَلْ حَيَاةُ الْبَهَائِمِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِهِ، فَإِنَّ حَيَاةَ الْإِنْسَانِ بِحَيَاةِ قَلْبِهِ وَرُوحِهِ، وَلَا حَيَاةَ لِقَلْبِهِ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ فَاطِرِهِ، وَمَحَبَّتِهِ، وَعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ، وَالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ، وَالطُّمَأْنِينَةِ بِذِكْرِهِ، وَالْأُنْسِ بِقُرْبِهِ، ** وَمَنْ فَقَدَ هَذِهِ الْحَيَاةَ فَقَدَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَوْ تَعَوَّضَ عَنْهَا بِمَا تَعَوَّضَ مِمَّا فِي الدُّنْيَا، بَلْ لَيْسَتِ الدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا عِوَضًا عَنْ هَذِهِ الْحَيَاةِ، فَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ يَفُوتُ الْعَبْدَ عِوَضٌ، وَإِذَا فَاتَهُ اللَّهُ لَمْ يُعَوِّضْ عَنْهُ شَيْءٌ الْبَتَّةَ. اهـ ** قال الشاعر : إذا مر بي يومٌ ولم أقتبس هدىً * ولم أستفد علماً فما ذاك من عمري. ** وفي كتاب (فتح الباري), لابن حجر (1/ 481): ** وَأخرج الْحَاكِم فِي تَارِيخه من شعره [يعني البخاري] قَوْله: اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ * فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ كَمْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ * ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ ** والأشياء التي تسرق الأوقات وتضيعها من غير فائدة كثيرة, بل في كثير منها إثم -عياذا بالله- وها أنا أذكر منها ما تيسر: (1) مواقع التواصل الاجتماعي من: (وتساب وفيس بوك وتويتر ونحوها) لغير ما حاجة. ** فكثير من الناس ينشط لقراءة مئات الرسائل ولا ينشط لقراءة صفحة من القران , ** وكثير منهم يسهر في قراءة هذه الرسائل إلى وقت متأخر من الليل حتى يغلبه النوم, وليس مستعدا أن يصلي لله ركعتين, ** وأول ما يقوم به عند استيقاظه فتح الجوال والنظر فيه. (2) التلفزيونات والدشوشات وغيرها من الشاشات المرئية التي تبث المسلسلات والبرامج والقصص والأغاني الماجنة والساقطة والمدمرة للدين والأخلاق. (3) الأسواق: فكثير من الناس الذين يرتادون هذه الأسواق ليس لهم غرض في البيع والشراء, فبعضهم يريد أن يعرف كل جديد في السوق, وبعضهم يريد مغازلة النساء, وبعضهم ... وبعضهم ... فضيعوا أوقاتهم دون ما فائدة. (4) مجالس اللهو واللعب والغفلة:, كمجالس السهر على القيل والقال, ومجالس القات, ومجالس اللعب المحرم, كلعب الورق, والنرد, والشطرنج, والكيرم, والضومنة, والبلياردو, ونحوها من ألعاب اللهو والغفلة المحرمة التي ضيعت أوقات الكثيرين. (5) المطبخ: كثير من النساء تضيع وقتها في رمضان بالمبالغة في إعداد الأطعمة المختلفة والأشربة المتنوعة, فكأن رمضان شهر أكل وشرب فقط, فتبقى في المطبخ أكثر النهار, وبعد الإفطار والعشاء تحتاج إلى وقت غير يسير في تنظيف هذه الأواني التي أعدت بها الطعام والشراب, وتصير بعد ذلك مرهقة لا تجد للقيام وقراءة القران رغبة ولا لذة. (6) النوم الكثير : فثير من الصائمين يقضي أكثر نهاره في النوم , فيرقد من بعد الفجر حتي الظهر, ثم يقوم لصلاة الظهر ثم ينام إلى العصر, ثم يقوم لصلاة العصر ثم ينام إلى قبل المغرب ... وهكذا. وكأن رمضان شهر النوم. (7) المسابقات الرمضانية: تقام في رمضان مسابقات كثيرة متنوعة, فبعضها مفيد وبعضها غير مفيد, وكثير من هذه المسابقات تكون في أثناء صلاة العشاء أو التراويح, مما يصرف كثيرا من الناس عن الصلاة. (8) الأصدقاء الكسالى : كثير من الناس إذا دخل عليه رمضان أصابه الكسل والفتور فلا يرغب في قراءة القران ولا في القيام ولا في غير ذلك من أنواع الخير والبر , فمثل هذا الصنف لا تصحبه ولا تجلس معه خشية أن تتأثر به فـ( الصاحب ساحب ) , بل فر منه فرارك من الأسد . ** وخلاصة ما تقدم أن الله جل وعلا يريد أن يرحمنا ويغفر لنا ويتوب علينا, ويريد أعداؤنا أن يبعدونا عن رحمة الله ومغفرته ورضوانه ويضلونا ضلالا بعيدا, كما قال سبحانه وتعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا}. ** والله الموفق. ** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي ** الخميس 14 / 9 / 1441 هـ. ** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط : انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/fr1441 ==============
مشرف تقني