سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ:
22- التبيان فيمن يجب عليه صيام رمضان
** يجب صيام رمضان على: ( كل مسلم، بالغ، عاقل، مقيم، قادر على الصوم, ذكراً كان أو أنثى، خالٍ من الموانع, كالحيض والنفاس، وهذا خاص بالنساء).
** فخرج بقيد (المسلم) الكافر, فلا يجب عليه الصوم, وإن صام لم يصح منه؛ لأن العبادة لا تقبل منه حال كفره، لقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} الآية.
** ويعذب على تركه في الآخرة.
** وخرج بقيد (البالغ): الصغير, فلا يجب عليه الصوم ؛ لرفع القلم عنه حتى يبلغ, وإن صام صح منه.
** (فائدة):
** ويعرف البلوغ عند الذكر والأنثى بواحد من ثلاثة أمور:
(1) الاحتلام، وهو: خروج المني في نوم أو يقظة، بجماع أو غيره.
** ودليله قوله تعالى: { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا }
** وحديث عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ” [رواه الإمام أحمد وغيره, وصححه الألباني].
(2) إِنْبَاتِ الشَّعْرِ الخشن حول القبل أو العانة، لا الشعر الناعم، فَإِنَّهُ مَوْجُودٌ فِي الْأَطْفَالِ.
** ودليله حديث عَطِيَّةُ الْقُرَظِىُّ رضي الله عنه, قَالَ : كُنْتُ مِنْ سَبْىِ بَنِى قُرَيْظَةَ فَكَانُوا يَنْظُرُونَ فَمَنْ أَنْبَتَ الشَّعْرَ قُتِلَ وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ لَمْ يُقْتَلْ فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ. [رواه أبو داود, وصححه الشيخان].
(3) بلوغ تمام خمس عشرة سنة.
** ودليله حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: ” عَرَضَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقِتَالِ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمْ يُجِزْنِي، وَعَرَضَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَجَازَنِي،
** قَالَ نَافِعٌ: فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ، فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: « إِنَّ هَذَا لَحَدٌّ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ أَنْ يَفْرِضُوا لِمَنْ كَانَ ابْنَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَاجْعَلُوهُ فِي الْعِيَالِ » متفق عليه.
(4) وتزيد الأنثى على الذكر بأمر رابع , وهو الحيض , ولو من بنت تسع أو عشر.
** قال الإمام ابن قدامة رحمه الله في كتابه ( المغني ), (4/ 346):
** وَأَمَّا الْحَيْضُ فَهُوَ عَلَمٌ عَلَى الْبُلُوغِ، لَا نَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا،
** وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « لَا يَقْبَلُ اللَّه صَلَاةَ حَائِضٍ إلَّا بِخِمَارٍ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ. اهـ
** قلت: وهذا الحديث الذي رواه الترمذي قد رواه غيره أيضا عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها, [وصححه الألباني] .
** وينبغي على ولي الصبي أن يحثه على الصيام (إن كان مطيقا له) وأن يعينه عليه , اقتداء بالصحابة الكرام رضي الله عنهم.
** قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (3/ 37):
** (بَابُ صَوْمِ الصِّبْيَانِ)
** وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِنَشْوَانٍ فِي رَمَضَانَ: «وَيْلَكَ، وَصِبْيَانُنَا
صِيَامٌ، فَضَرَبَهُ»
** عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: «مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ»، قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ. وأخرجه مسلم .
** وخرج بقيد (العاقل): المجنون, فلا يجب عليه الصوم؛ لرفع القلم
عنه.
** وخرج بقيد (المقيم): المسافر, فلا يجب عليه الصوم حال سفره, بل هو مخير بين الفطر والصيام, والأفضل له فعل الأيسر عليه.
** وخرج بقيد (القادر): العاجز عن الصيام لمرض أو كبر، فلا يجب عليه الصوم.
** فإن كان المرض يرجى برؤه صبر حتى يصح بدنه ثم يقضي.
** وإن كان لا يرجى برؤه فيطعم عن كل يوم مسكيناً.
** وكذا الكبير الذي لا يطيق الصوم يطعم عن كل يوم مسكيناً.
** وخرج بقيد (خالٍ من الموانع … ): المرأة إذا وجد عندها المانع من حيض أو نفاس, فلا يجب عليها الصوم، بل يجب عليها الفطر.
** والله الموفق.
** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** ليلة الجمعة, وهي أول ليلة من شهر رمضان المبارك // 1441 هـ.
** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/fr1441
==============