سلسلة الفوائد اليومية:
171- أجمع آية في مكارم الأخلاق
** قال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ}
[سورة الأعراف : آية 199]
** وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، رضي الله عنهما {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ }
قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا فِي أَخْلاَقِ النَّاسِ» رواه البخاري
** وعَنْه، رضي الله عنه قَالَ: «أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْخُذَ العَفْوَ مِنْ أَخْلاَقِ النَّاسِ، أَوْ كَمَا قَالَ» رواه البخاري
** وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه قال: لقيتُ رسولَ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فأخذتُ بيدهِ فقلتُ: يا رسول الله! أخْبِرْني بفَواضِلِ الأعْمالِ. قال: “يا عقبةُ! صِلْ مَنْ قَطَعكَ، وأَعْطِ مَنْ حَرمَك، واعْفُ عَمَّنْ ظلَمكَ “.
[رواه أحمد، وصححه الألباني]
قال الإمام القرطبي في تفسيره (7/ 344):
** {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ} (199)
** فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ:
** الْأُولَى- هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ ثَلَاثِ كَلِمَاتٍ، تَضَمَّنَتْ قَوَاعِدَ الشَّرِيعَةِ فِي الْمَأْمُورَاتِ وَالْمَنْهِيَّاتِ.
** فَقَوْلُهُ: (خُذِ الْعَفْوَ) دَخَلَ فِيهِ صِلَةُ الْقَاطِعِينَ، وَالْعَفْوُ عَنِ الْمُذْنِبِينَ، وَالرِّفْقُ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُطِيعِينَ
** وَدَخَلَ فِي قَوْلِهِ: (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) صِلَةُ الْأَرْحَامِ، وَتَقْوَى اللَّهِ فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَغَضُّ الْأَبْصَارِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِدَارِ الْقَرَارِ.
** وَفِي قَوْلِهِ (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) الْحَضُّ عَلَى التَّعَلُّقِ بِالْعِلْمِ، وَالْإِعْرَاضُ عَنْ أَهْلِ الظُّلْمِ، وَالتَّنَزُّهُ عَنْ مُنَازَعَةِ السُّفَهَاءِ، وَمُسَاوَاةِ الْجَهَلَةِ الْأَغْبِيَاءِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ وَالْأَفْعَالِ الرَّشِيدَةِ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
** وَقَالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَجْمَعُ لِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ.
** وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأخلاق).
** وقال الشاعر:
كُلُّ الْأُمُورِ تَزُولُ عَنْكَ وَتَنْقَضِي …
إِلَّا الثَّنَاءَ فَإِنَّهُ لَكَ بَاقِي
وَلَوْ أَنَّنِي خُيِّرْتُ كُلَّ فَضِيلَةٍ …
مَا اخْتَرْتُ غَيْرَ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ. اهـ
** وفي كتاب(عمدة القاري شرح صحيح البخاري), (18/ 243):
** وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: لَيْسَ فِي الْقُرْآن آيَة أجمع لمكارم الْأَخْلَاق مِنْهَا،
** وَلَعَلَّ ذَلِك لِأَن الْمُعَامَلَة إِمَّا مَعَ نَفسه أَو مَعَ غَيره.
** والغير إِمَّا عَالم أَو جَاهِل.
** أَو لِأَن أُمَّهَات الْأَخْلَاق ثَلَاث لِأَن القوى الإنسانية ثَلَاث: الْعَقْلِيَّة
والشهوية والغضبية، وَلكُل قُوَّة فَضِيلَة هِيَ وَسطهَا.
** للعقلية الْحِكْمَة وَبهَا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ.
** وللشهوية الْعِفَّة وَمِنْهَا أَخذ الْعَفو.
** وللغضبية الشجَاعَة وَمِنْهَا: الْإِعْرَاض عَن الْجُهَّال. اهـ
** وانظر: (فتح الباري) لابن حجر (8/ 306)
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الإثنين 7 / 7 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.net/11613
==============