binthabt.al3ilm.net
138- مراتب طلب العلم
سلسة الفوائد اليومية: 138- مراتب طلب العلم ** قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه: (جامع بيان العلم وفضله), (1/ 476) : ** قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : «أَوَّلُ الْعِلْمِ النِّيَّةُ ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ ثُمَّ الْفَهْمُ ثُمَّ الْحِفْظُ ثُمَّ الْعَمَلُ ثُمَّ النَّشْرُ» اهـ ** وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه: (فتح الباري), (1/ 217): ** (. . . وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ : أَوَّلُ الْعِلْمِ الِاسْتِمَاعُ , ثُمَّ الْإِنْصَاتُ , ثُمَّ الْحِفْظُ , ثُمَّ الْعَمَلُ , ثُمَّ النَّشْرُ . ** وَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ : تَقْدِيمُ الْإِنْصَاتِ عَلَىِ الِاسْتِمَاعِ . ** وَقَدْ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ : أَخْبَرَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ كَهَمْسٍ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : الْإِنْصَاتُ مِنَ الْعَيْنَيْنِ . فَقَالَ لَهُ بن عُيَيْنَةَ : وَمَا نَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ ! قَالَ : إِذَا حَدَّثْتَ رَجُلًا فَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْكَ لَمْ يَكُنْ مُنْصِتًا . انْتَهَى ** وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْغَالِبِ . وَاللَّهُ أعلم . اهـ ** وفي زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 9): ** ( . . . فالْجِهَادُ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ: جِهَادُ النَّفْسِ، وَجِهَادُ الشَّيْطَانِ، وَجِهَادُ الْكُفَّارِ، وَجِهَادُ الْمُنَافِقِينَ. ** فَجِهَادُ النَّفْسِ أَرْبَعُ مَرَاتِبَ أَيْضًا: ** (إِحْدَاهَا): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى تَعَلُّمِ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ الَّذِي لَا فَلَاحَ لَهَا وَلَا سَعَادَةَ فِي مَعَاشِهَا وَمَعَادِهَا إِلَّا بِهِ، وَمَتَى فَاتَهَا عِلْمُهُ شَقِيَتْ فِي الدَّارَيْنِ. ** (الثَّانِيَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الْعَمَلِ بِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَإِلَّا فَمُجَرَّدُ الْعِلْمِ بِلَا عَمَلٍ إِنْ لَمْ يَضُرَّهَا لَمْ يَنْفَعْهَا. ** (الثَّالِثَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الدَّعْوَةِ إِلَيْهِ، وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ، وَإِلَّا كَانَ مِنَ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْهُدَى وَالْبَيِّنَاتِ، وَلَا يَنْفَعُهُ عِلْمُهُ، وَلَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ. ** (الرَّابِعَةُ): أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الصَّبْرِ عَلَى مَشَاقِّ الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ وَأَذَى الْخَلْقِ، وَيَتَحَمَّلُ ذَلِكَ كُلَّهُ لِلَّهِ. ** فَإِذَا اسْتَكْمَلَ هَذِهِ الْمَرَاتِبَ الْأَرْبَعَ صَارَ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ . ** فَإِنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ الْعَالِمَ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى رَبَّانِيًّا حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ وَيَعْمَلَ بِهِ وَيُعَلِّمَهُ . ** فَمَنْ عَلِمَ وَعَمِلَ وَعَلَّمَ فَذَاكَ يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. اهـ ** وفي كتابه: (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب), (1/ 43) للعلامة محمد بن أحمد السفاريني (المتوفى: 1188هـ): ** مَرَاتِبُ التَّعَلُّمِ سِتَّةٌ، وَحِرْمَانُ الْعِلْمِ بِسِتَّةٍ : ** وَاعْلَمْ أَنَّ لِلتَّعَلُّمِ سِتَّ مَرَاتِبَ: ** (أَوَّلُهَا): حُسْنُ السُّؤَالِ . ** (ثَانِيهَا): حُسْنُ الْإِنْصَاتِ وَالِاسْتِمَاعِ. ** (ثَالِثُهَا): حُسْنُ الْفَهْمِ . ** (رَابِعُهَا): الْحِفْظُ . ** (خَامِسُهَا): التَّعْلِيمُ . ** (سَادِسُهَا): - وَهِيَ الثَّمَرَةُ - الْعَمَلُ بِهِ وَمُرَاعَاةُ حُدُودِهِ. ** وَحِرْمَانُ الْعِلْمِ يَكُونُ بِسِتَّةِ أَوْجُهٍ: ** (أَحَدُهَا) : تَرْكُ السُّؤَالِ. ** (الثَّانِي) : سُوءُ الْإِنْصَاتِ وَعَدَمُ إلْقَاءِ السَّمْعِ. ** (الثَّالِثُ) : سُوءُ الْفَهْمِ. ** (الرَّابِعُ) : عَدَمُ الْحِفْظِ. ** (الْخَامِسُ) : عَدَمُ نَشْرِهِ وَتَعْلِيمِهِ، فَمَنْ خَزَّنَ عِلْمَهُ وَلَمْ يَنْشُرْهُ ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِنِسْيَانِهِ جَزَاءً وِفَاقًا. ** (السَّادِسُ) : عَدَمُ الْعَمَلِ بِهِ، فَإِنَّ الْعَمَلَ بِهِ يُوجِبُ تَذَكُّرَهُ وَتَدَبُّرَهُ وَمُرَاعَاتَهُ وَالنَّظَرَ فِيهِ، فَإِذَا أَهْمَلَ الْعَمَلَ بِهِ نَسِيَهُ. ** قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: كُنَّا نَسْتَعِينُ عَلَى حِفْظِ الْعِلْمِ بِالْعَمَلِ بِهِ. ** وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلَّا ارْتَحَلَ، ** فَمَا اسْتَدَرَّ الْعِلْمُ وَاسْتُجْلِبَ بِمِثْلِ الْعَمَلِ بِهِ. اهـ ** والله الموفق . ** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي ** الخميس 3 / 3 / 1441 هـ ** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط : https://binthabt.al3ilm.net/11613 ================
مشرف تقني