binthabt.al3ilm.net
116- الشتاء غنيمة المؤمن , نهاره قصيرٌ فيصومه، وليله طويل فيقومه
سلسة الفوائد اليومية: 116 الشتاء غنيمة المؤمن , نهاره قصيرٌ فيصومه، وليله طويل فيقومه ** قال تعالى : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) ) ** وعَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الغَنِيمَةُ البَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ. ** رواه الترمذي في سننه برقم (797 ) ( 2/ 154) وقال : هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ القُرَشِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ. اهـ ** وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع برقم : (3943) , ** ثم حسنه في الصحيحة برقم: (1922) ببعض الشواهد . ** وفي كتاب : (تحفة الأحوذي), للمباركفورى (3/ 427): ** (عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ) بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ , يُقَالُ : لَهُ صُحْبَةٌ , وذكره بن حِبَّانَ وَغَيْرُهُ فِي التَّابِعِينَ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ . ** قَوْلُهُ (الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ) لِوُجُودِ الثَّوَابِ بِلَا تَعَبٍ كَثِيرٍ وَفِي الْفَائِقِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ هِيَ الَّتِي تَجِيءُ عَفْوًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَصْطَلِيَ دُونَهَا بِنَارِ الْحَرْبِ وَيُبَاشِرُ حَرَّ الْقِتَالِ فِي الْبَلَاءِ . ** وَقِيلَ : هِيَ الْهَيْئَةُ الطَّيِّبَةُ , مأخوذة مِنَ الْعَيْشِ الْبَارِدِ , ** وَالْأَصْلُ فِي وُقُوعِ الْبَرْدِ عِبَارَةٌ عَنِ الطِّيبِ وَالْهَنَاءَةِ أَنَّ الْمَاءَ وَالْهَوَاءَ لما كان طيبهما ببردهما خصوصا في بلاد الحارة قيل : ماء بارد وهواء بارد على طَرِيقِ الِاسْتِطَابَةِ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ : عَيْشٌ بَارِدٌ , وَغَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ , وَبَرَدَ أَمْرُنَا . ** قَالَ الطِّيبِيُّ : وَالتَّرْكِيبُ مِنْ قَلْبِ التَّشْبِيهِ ؛ لِأَنَّ أَصْلَ : الصَّوْمِ فِي الشِّتَاءِ كَالْغَنِيمَةِ الْبَارِدَةِ , ** وَفِيهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ أَنْ يَلْحَقَ النَّاقِصُ بِالْكَامِلِ كَمَا يُقَالُ : زَيْدٌ كَالْأَسَدِ , فَإِذَا عُكِسَ وَقِيلَ : الْأَسَدُ كَزَيْدٍ , يُجْعَلُ الْأَصْلُ كَالْفَرْعِ وَالْفَرْعُ كَالْأَصْلِ يَبْلُغُ التَّشْبِيهُ إِلَى الدَّرَجَةِ الْقُصْوَى فِي الْمُبَالَغَةِ , ** وَالْمَعْنَى : أَنَّ الصائم يحوز الْأَجْرَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمَسَّهُ حَرُّ الْعَطَشِ أَوْ يُصِيبَهُ أَلَمُ الْجُوعِ مِنْ طُولِ الْيَوْمِ . انْتَهَى ** وقال ابن رجب رحمه الله في كتابه :(لطائف المعارف), (ص: 326): (المجلس الثالث في ذكر فصل الشتاء). ** خرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشتاء ربيع المؤمن" ** وخرجه البيهقي وغيره وزاد فيه: "طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه" ** إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه كما ترتع البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات ؛ ** فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش فإن نهاره قصير بارد فلا يحس فيه بمشقة الصيام ** وفي المسند والترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة" ** وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى فيقول: الصيام في الشتاء ومعنى كونها غنيمة باردة أنها غنيمة حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة. ** وأما قيام ليل الشتاء فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك إلى الصلاة فيقرأ المصلي ورده كله من القرآن وقد أخذت نفسه حظها من النوم فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه مع إدراك ورده من القرآن فيكمل له مصلحة دينه وراحة بدنه. ** ومن كلام يحيى بن معاذ : الليل طويل فلا تقصره بمنامك , والإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك . ** بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره وحره يغلب النوم فيه فلا تكاد تأخذ النفس حظها بدون نومه كله فيحتاج القيام فيه إلى مجاهدة وقد لا يتمكن فيه لقصره من الفراغ من ورده من القرآن . ** ويروى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام . ** وروي عنه مرفوعا ولا يصح رفعه . ** وعن الحسن قال: نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه ونهاره قصير يصومه ** وعن عبيد بن عمير : أنه كان إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرأوا , وقصر النهار لصيامكم فصوموا. ** قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف ؛ ولهذا بكى معاذ عند موته وقال: إنما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر . ** وقال معضد: لولا ثلاث : ظمأ الهواجر , وقيام ليل الشتاء , ولذاذة التهجد بكتاب الله , ما بليت أن أكون يعسوبا . ** القيام في ليل الشتاء يشق على النفوس من وجهين: ** أحدهما : من جهة تألم النفس بالقيام من الفراش في شدة البرد . قال داود بن رشيد: قام بعض إخواني إلى ورده بالليل في ليلة شديدة البرد فكان عليه خلقان فضربه البرد فبكى , فهتف به هاتف : أقمناك وأنمناهم وتبكي علينا خرجه أبو نعيم. ** والثاني: بما يحصل بإسباغ الوضوء في شدة البرد من التألم . ** وإسباغ الوضوء في شدة البرد من أفضل الأعمال . ** وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات"؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: "إسباغ الوضوء على الكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط" . . . الخ . اهـ المراد (تنبيه): حديث :(الشتاء ربيع المؤمن) ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع برقم: (7172) ** وفي كتاب ( فتح الباري ) , لابن حجر (1/ 481) : وَأخرج الْحَاكِم فِي تَارِيخه من شعره [ يعني البخاري ] قَوْله : اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ كَمْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ سُقْمٍ ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ ** وفي كتاب :(تفسير القرطبي), (5/ 384) ** وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُونُ وَلَا تَغْفُلْ عَنِ الْإِحْسَانِ فِيهَا فَمَا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ ** والله الموفق . ** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي ** الأربعاء 29 / 2/ 1440 هـ ** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط : https://binthabt.al3ilm.net/11613 =================
مشرف تقني